استغرق خروجنا من الأدغال شهری ابر بل ومايو بطولهما وكان متعبنا أن يكون عید میلادي في أخر شهر ابريل ، وكنت قد راهنت بيتر على أنه لم يتح لي أن أحتفل بهذا اليوم ، ووعدته بانه يستطيع أن يحصل على ساعتي الذبية اذا حل بوم ۲۷ أبريل دون أن نحتفل
بهذا العيد وكانت الساعة في حالة جيدة تستحق منه هذه المخاطرة .. وقد كان رهاننا على الساعة من ناحيتي ، و على خاتمه المنقوش عليه اسمه من ناحينه . وقال لي أنه لوصح ما توقعته من عدم استطاعتنا الاحتفال بهذا اليوم ، فانه لن يترای خانمه معي لقية سائغة لليابانيين ينتزعونه من جنتی بعد موتي ، وفي الحق أن أحدا منا لم يكن ليأمل في أننا سنخرج من هذه المحامل الى عالم الحضارة مرة أخرى •
وكان كل ما يعنينا ، أن نشق طريقنا لنخرج من هذه الأدغال منسحبين ، وكنا نسير على غير هدى ، بعد أن زحي اليابانيون وسدوا علينا منافذ الطريق ، وقد خلقنا وراءنا كل معدائنا ، اللهم الا أسلحتنا التي نحملها ، والقليل من الماء والأرز .
وسقط, منا الكثيرون اعياء ومرضا . وگنا نتركهم ، ولا نترك معهم الا بندقية وخمس طلقات ، و كان من المقرر ألا نترك لهم غير طلقة واحدة لنقص ذخيرتنا ، ولكننا تركنا لهم الطلقات الخمس لتستعمل ضد اليابانيين ، أو في انهاء حياة بعضهم بعضا، حتی لا يقعوا في الأسر |
وكان هناك كثير من المصابين بالحمى وبالدوسنظاربا . وكنت أنا ممن أصيبوا بالدوسنطاريا ، ولكنها كانت خفيفة معتدلة ولم يكدر حمائی شیء ، بقدر تلك القروح التي بدات ولنی وترعی في جسدي ، حتى كانت تخترق طبقات بدني لتصل الى عظامی و
وكان البل اشد وطأة على نفوسنا من النهار ، وبالذات اذا ما علينا النعاس . لقد كان لنا في النهار ما ندفع به عن أنفسنا وحشية المكان الماسية ، كانت هنا الصحبة وما تدخله على انفسنا من جلد على تحمل ما تقاسيه ، و كان هناك ما نشفل به انفسنا من حرص على ما معنا من قطرات ، أو من الزحف الى منحدرات التلال ، وقطع المسافات التي قد تقربنا من هدفنا . اما في الليل ، ومع ما بکننفك فيه من عقلام و سکون موحش ، فانك تشعر بضآلة شانك ازاء ما بجسمه لك من مخاوف وسوء حال و ونبه كنا ندرك أن علينا أن نعتمد على انفسنا، فلم يعد هناك جیشی بريطاني . أو جيش هندي ، او الجنرال الكسندر ، وما أظن هذا الذي كنا نعيش فيه بأنقل وطأة من كابوس الاحلام المخيف ه انك لا تشعر بالكابوس الذي يرسل البك الرعب في ساعات نومك ، لم تصحو لتجده حلما ند ولی " بمثل ما تشعر به من هذا الكابوس الحقيقي الجاثم فوق صدرك .
وصحوبا ذات صباح لنجد أن بيتر قد ذهب عنا . ثم وجدناه مقبلا علينا بعد مسيرة مبلين . وعلمنا منه أنه قد خيل اليه في نومه ، اننا رحلنا عن المنطقة وتركناه ، فهب مذمورا ليلحق بنا ۔ وحدث بعد ذلك ببضعة أيام أن أيقظني أحد ضباط الصف وهو يصبح : « انني اراهم انظر ا، واشار الى الأشجار في ضوء القمر وكان وجهه ينضح عرنا . ثم سالني عن الوقت واستدار ليستلم للنوم من جديد . ولا تحدثت البه عن ذلك فيما بعد ، لاظت انه لا يذكر سينا عما كان منه .
بيانات الكتاب
الأسم : سابى
المؤلف : ريتشارد ماسون
المترجم : السيد وفاتي
عدد الصفحات :161 صفحة
الحجم : 5 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق