Home Ads

الرحمان والشيطان .. الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ فى الديانات المشرقية لــ فراس السواح



من خلال منهجه العلمي الجذاب والمميز في تناول الميثولوجيا وتاريخ الأديان، يبحث المفكر السوري المعروف فراس السواح مسألة من أخطر المسائل في الفكر الفلسفي وأكثرها حساسية في الفكر الديني، هي مسألة وجود الشرفي العالم وفي النفس الإنسانية، والكيفية التي عالجت بها معتقدات التوحيد بشكل خاص هذه المسألة، من خلال تركيزها على مفهوم جديد على الفكر الديني هو مفهوم
"الشيطان الكوني". فالشيطان ليس كائنة شريرة من تلك الكائنات الماورائية التي لم يخل منها معتقد ديني قط، بل هو المبدأ الكوني للشر، والمصدر الأصلي الذي ينشأ عنه كل شر جزئي معاين. وهذا ما يجعله في تناقض وتعارض مع مصدر الحق والخير.
عن تعارض هذين المصدرين وتناقضهما تنطلق صيرورة الزمن والتاريخ من بداية العالم إلى نهايته في اليوم الأخير. من هنا فقد اتسع مجال الدراسة عند المؤلف ليشمل ما يدعوه ب "لاهوت التاريخ"، وانتقل من دراسة فكرة الشيطان في معتقد ما، إلى المعنى الذي يسبغه الفكر الديني على الزمن والتاريخ، وإلى طبيعة فهمه لله والعالم والإنسان، والعلاقة بين أركان هذا الثالوث الذي تدور حوله كل الايديولوجيات الفلسفية والدينية على حد سواء.
الكتاب التاسع لفراس السواح يقدم لك ألف وخمسمئة سنة من الهزيع الأخير لتاريخ الأديان المشرقية في تسلسلها وترابطها ووحدتها الداخلية.

إن مفهوم التوحيد، الذي صاغته الديانات المشرقية بشكل خاص، في س ياق الألف الأول قبل الميلاد، يترافق مع صعوبة ذات طبيعة فكرية وعاطفية في آن معا


. ذلك إن الإيمان بإله واحد هو علة الوجود والمتحكم بجميع مظاهره، يجعل مش كلة وجود الشر في العالم بدون حل، أبتداء. فلقد كان من السهل تعلیل الشر في المعتقدات الوثنية التعددية بأنه نتاج تناقض أهواء الآلهة ومقاصدها، أو بأنه نتيجة طبيعية لوجود آلهة خيرة وأخرى شريرة. أما في معتقد التوحيد الذي يترافق مع تصور لله على أنه كلي القدرة وكلي المعرفة و كلي الحضور، وعلى أنه منبع العدل والخير، فإن تعلیل الشر يغدو بمثابة المهمة الأولى والملحة المطروحة أمام أي معتقد توحيدي. كما
أن طريقته في الإجابة عن أسئلة مثل: كيف ينشأ الشر عن الخير أو لماذا يسمح الخير المحض بوجود الشر؟ هي التي تحدد موقع هذا المعتقد من المعتقدات التوحيدية الأمدری، وترسم تصوره الخاص لبنية الحقيقة، ولعلاقة الله بالكون وبالإنسان.
ولقد حلت معتقدات التوحيد هذه الصعوبة على أربعة أوجه. يصر الحل الأول على مفهوم صارم للتوحيد يستبعد أية قوة ماورائية حرة ومسؤولة وتنشط في استقلال عن الله، يمكن أن ينسب إليها وجود الشر. وينجم عن ذلك بشكل منطقي أن ينسب الشر إلى الله مثلما ينسب الخير إليه، فهو صانع الخير وصانع الشر أيضا، يسير هما رفت خطة خفية عن أفهام البشر. وهذا هو حل المعتقد التوراتي، الذي يعبر عنه التي أشعيا كأوضح ما يكون في قوله على لسان يهوه: " أنا الرب وليس آخر مصور النور وخالق الظلمة، صانع السلام وخالق الشر، أنا الرب صانع كل هذا " - أشعيا ۱
: 45-۷. وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار بأن التوحيد التوراتي لم يصل مرتبة التوحيد العالمي


بيانات الكتاب 


الأسم : الرحمان والشيطان .. الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ فى الديانات المشرقية
المؤلف :    فراس السواح
عدد الصفحات : 305 صفحة
الحجم : 28 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *