أثبت طغاة المنطقة أنه لا حدود لإجرامهم وبربريتهم عندما يتعلق الأمر بالحكم والكرسي، وبأنهم على استعداد لحرق البلاد والعباد فقط ليبقوا في السلطة، ومع كل تهديد لعرشهم تزداد شراستهم، ومع اقتراب سقوطهم يلجأون لخطط معدة تمثل الورقة الأخيرة، ونظام الحكم في سوريا لم يشذ عن تلك القاعدة
مع وصول مقاتلي الثورة السورية الأبطال لدمشق، وبدء العد التنازلي لحكم حزب البعث الطائفي، عاد الحديث مجددا عن خيار أخير لبشار الأسد وطغمته الحاكمة، متمثلا في الانكفاء وسلخ الساحل السوري عن الوطن الأم وإعلان دولة علوية، يبقى فيها الأسد رئيسة وتبقى عائلته حاكمة، دون أدنى اعتبار لمصلحة وطن أو شعب.
الحديث عن الدولة العلوية ليس ترفا فكرية، بل واقع تؤكده أفعال وتحركات ميدانية على الأرض من قبل الأسرة الحاكمة في سوريا، مع بعد تاريخي يثبت أنه خيار جاهز للتطبيق منذ فترة
طويلة.
يقول محمد ديبو في مقال له «إن تسليط الضوء على الحالة الطائفية ليس هدفه تشويه سمعة الانتفاضة أو إعطاء النظام مبررة کي يستخدمه ضدها. على العكس، يأتي الأمر كي نفهم واقعنا على نحو جيد من أجل تسخيره في خدمة الانتفاضة وتفادي الوقوع في ما تريد السلطة المستبدة لنا أن نقع فيه. كذلك، تكمن أهمية الحديث في منع السلطة من استخدام ذلك، وكي نؤكد أن الحالة الطائفية جزء من مكونات الاستبداد، لا ضمان لعدم تفجرها، كما يروج النظام لنفسه بأنه حامي الأقليات، وصمام أمان ضد الحرب الطائفية، إذا الاستبداد مسبب من مسببات الاحتقان الطائفي لا علاج له، لذا، لا بد من إنهائه، لكن دون نفي الحالة الطائفية التي يمكن الاستبداد أن يفجرها (وقد ينجح!) اليهرب من مأزقه، بل لا بد من الإحاطة بها لمنع تفجرها واحتوائها، بدل إنكارها.
الطائفية طغت وتطغى على الخطاب الرسمي للطغمة الحاكمة في سوريا، مفردات وعبارات وكلمات غارقة في الطائفية، استعداء الدول بعينها من منظور طائفي، وتحالف مع دول أخرى من منطلق
طائفي، هذه ليست كل القصة، هناك مخطط يجري تنفيذه على الأرض وبشكل تصاعدي للوصول إلى تقسيم ائفي، ومنا هنا كان فتح هذا الملف.
بيانات الكتاب
الأسم : الدولة العلوية خيار الأسد الأخير
المؤلف : إبراهيم حمامي
عدد الصفحات : 110 صفحة
الحجم : 5 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق