هذه الدراسة كتبت في الأصل للقارىء الغربي لتكون إسهاما في تقويض الصورة التي أرسختها في أعماقه منذ القرون الوسطى كتابات الرحالة والمغامرين الأوروبيين عن الشرق والعرب والإسلام. فهؤلاء الرحالة، وبخاصة من دعموا رؤى عصر الإمبريالية ،
اكتسبوا في بلادهم أبعادا أسطورية جعلت أي محاولة في الغرب لتكذيب رواياتهم عن الشرق وأهل الشرق إثما كبيرا وخيانة وطنية .
وقد حرص في هذه الدراسة على أن أكشف للقارىء الغربي كيف ازدرى هؤلاء الكتاب رجال الشرق ونساءه وحقروهم مثلما ازدروا المستضعفين في المجتمع الفيكتوري وحقروهم. فالنساء مثلا كن في « المؤسسة الفيكتورية ، مجموعة هامشية تماما مثلما كانت الأجناس الأخرى مجموعة هامشية في نطاق « المؤسسة الاستعمارية ». وهكذا لم ير الكتاب والمصورون الاستشراقيون في المرأة الشرقية سوى أنها بعض من متاع امبراطوريتهم، فهي جارية أو حظية أو راقصة أو مومس أو قاتلة أو غاوية ، ولا شيء غير ذلك .
تنم منها عقد نفد بة، وجنسية، ودينية اعتلجت في سرائرهم ووجدوا متنفسا لها في «شرقهم، الذي اخترعوه . وقد رأيت أن تتجاوز الترمة العربية عن تلك المقاطع الشائنة التي جرت بها أقلام من تصور القارىء الغربي ولأمد طويل أنهم أنصاف آلهة .
وإنني أود أن أشكر در دار طلاس) قيامها بإصدار هذه الترجمة الكتابي ، الذي تشر بالانكليزية في بريطانيا وأميركا في العام الماضي، بعد أن رأت ثمة حاجة لاطلاع القارىء العربي على التلفيق الخبيث الذي صور به الغرب بلادنا وأهلها في القرون الماضية لأسباب سياسية، وعلى إمعان هذا الغرب في تشويه صورتنا حتى يومنا الحاضر للأسباب ذاتها .
بيانات الكتاب
الأسم : أساطير أوروبا عن الشرق
المؤلف : رنا قباني
المترجم : صباح قباني
عدد الصفحات : 236 صفحة
الحجم : 14 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق