شهدت منطقه شرق إفريقيا عامة، وبلاد الحبشة خاصة
، قيام علاقات بينها وبين الدول الإسلامية. وقد اتخذت هذه العلاقات عدة صور وأشكال. كما اختلفت فيما بينها من حيث طبيعة هذه العلاقات.
وقد كان للإسلام اثره الكبير في تنمية هذه العلاقات وبلورة شكلها. وصبغتها بالصبغة الإسلامية. مما أسهم في ظهور ثقافة إسلامية. وظهور مجموعة من العلماء، من أبناء البلاد تعلموا وارتشفوا من رحيق هذه الحضارة
ونتيجة للاحتكاك بين علماء شرق إفريقيا و علماء مصر. عن طريق رحلات الحج، أو القدوم للدراسة في الأزهر الشريف. ظهر علماء مصريون اهتموا بهذه البلاد وكتبوا عن تاريخها وجغرافيتها، كما نالت هذه المنطقة اهتمام الكثير من الرحالة والجغرافيين المسلمين الذين كتبوا عنها من أمثال ابن سعيد، عرب فقيه، القلقشندي ، العمري، الإدريسي وغيرهم الكثير.
ويعتبر المقريزي من أبرز من كتبوا عن هذه المنطقة في رسالته التي بين أيدينا الآن. على الرغم من أنه لم يزرها ولكنه اعتمد على الروايات الشفوية، وقرابته في كتابات الرحالة الذين سبقوه، وعلى الرغم من ذلك جاعت كتاباته في منتهى الدقة
وقد توافرت عوامل عديدة ساعدت على وفرة المعلومات عن هذه البلاد منها عدم وجود حواجز جغرافية أو سياسية بين النحاء العالم الإسلامي، مما ساعد على حدوث تبادل ثقافي وعلمي بين العلماء المسلمين على اختلاف بلادهم. ومن العوامل أيضا التي ساعدت هولاء العلماء على الكتابات الجغرافية والتاريخية إحساس الأخوة الإسلامية الذي ربط بين الشعوب الإسلامية. واعتبار بلاد الإسلام بلدا واحدا من حق كل واحد أن يتناول تاريخها وجغرافيتها.
ومن أسباب ظهور الكتاب في هذه الفترة هو محاولة إيجاد تقارب عربي افريقي في ظل عالم يتميز بانه عالم التكتلات السياسية والاقتصادية، وما أحوجنا نحن العرب إلى مثل هذه الموضوعات التي
تساعد على الوحدة. ومن هنا تبرز أهمية إحياء التراث الذي يوظف الماضي للانطلاق تجاه الحاضر.
أما عن المنهج الذي اتبعته في إخراج الكتاب فقد رأيت أن أقدم دراسة عن الإسلام في منطقة شرق إفريقيا قبل التعرض لنص الكتاب الأصلي. ثم ألحقت بهذه الدراسة تعريفا للمقريزي وكتابه مع إضافة ملاحق تبين العلاقات بين مصر والحبشة. وملحق للغة السواحيلية"
اما نص الكتاب فقد احتفظت بنصه الأصلي كاملا مع إضافة الحواشي وشرح غوامضه حتى تكتمل الفائدة، وأتمنى أن يجد الكتاب قبولا لدى القاری
بيانات الكتاب
الأسم : الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام
المؤلف :الإمام تقي الدين على المقريزي
عدد الصفحات : 125صفحة
الحجم : 4 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق