Home Ads

رأيت النخيل لــ رضوى عاشور




انفتح الباب ببطء وأطل وجه عم عبد القادر پستأذن في الدخول فلما أومأ له الدكتور قاسم برأسه دخل يتبعه شخص لا أعرفه • عم عبد القادر هو الشرطی المكلف بحراسة المدخل الصغير للكلية ، تراه طوال اليوم جالسا على كرسي من الخيزران يشد سترته سير جلدی يقطع صدره بالورب ويلتف حول كتفه الأيمن ليتصل بحزام عريض له مقبض معدنی : وكان رداؤه - سواء كان قطنيا ابيض في
شهور الصيف أو صوفيا اسود في شهور الشتاء - عتيقا ومستهلكا لا یشی بالسلطة والقوة والرهبة المرتبطة برجل شرطة ، فضلا عن أن عينيه الصغيرتين الطيبتين وقسماته البشوشة وشاربه الأبيض الكث كانت تضفي عليه وداعة ملحوظة .
قال عم عبد القادر مفسرا :
والأستاذ جد طالبة عندكم بالقسم وقد طلب منی أن أوصله بأحد الأساتذة ، وواصل موجها حديثه للرجل وهو يستدير لمغادرة الغرفة :: اطمئن ، س وف يساعدونك ، ثم ألقى علينا التحية وذهب .

مد الضيف يده الكبيرة الى الدكتور قاسم الجالسين وراء المكتب . قال :
- انا فهمي عبد الستار ، والد شهيد ، وحفيدتي نادية أحمد فهمي عبد الستار طالبة عندكم ، هل تعرفها ؟ . . دا :
i طلب منه الدكتور قاسم أن يجلس في انتظاره حتى يفرغ من الأوراق التي أمامه فيتمكن من الاستماع اليه .
. . . - مجلس الرجل بجواري وكنت أنا أيضا أنتظر أن يفرغ الدكتور قاسم مما أمامه لكي يقول لي ملاحظاته على الجزء الذي قرأه من رسالتي للماجستير: : و كان الرجل بادي الشيخوخة رغم ضخامة جسده له وجه مستدير و أسمر تلك السمرة البنية المميزة لأهل الصعيد . وكان يلبس بدلة عتيقة وبيده عصا غليظة ..
رفع الدكتور قاسم رأسه ۰۰ قال : - نعم ، أية خدمة ؟ .
كرر الرجل عباراته السابقة : : : 0 - - أنا فهمى عبد الستار ، والد شهيد ، وحفيدتي نادية أحمد فهمي عبد الستار طالبة عندكم . . . .
: طالبة في أي سنة ؟ . ..


- في السنة الأولى .
- أنا لاأدرس طلاب السنة الأولى ، ولکنی رئیس القسم فما هي المشكلة ؟ : ابتسم الرجل باستحياء :
- لا الحمد لله ليس في الأمر مشكلة ، أنا فقط أريد أن أطمئن ، هل تحضر البنت الدروس ؟ ، هل هي مجتهدة ؟ هل هي حسنة السلوك ؟ أريد أن أطمئن !
ابتسم الدكتور قاسم وقال بلهجة لا تبدو ساخرة الا لمن يعرفه جيدا :
- ستطمئن في آخر السنة حين تظهر نتيجة الامتحانات !
ولكن الرجل کرر دون أن يبتسم هذه المرة ::
۔ ولكني أريد أن أطمئن الآن ، صحيح انني ربيتها كما يجب ولم أقصر .. هل قلت لك انها ابنة شهيد ؟ عندما استشهد والد نادية كانت أمها حبلى بها حفيدتی ، نادية أحمد فهمي عبد الستار الطالبة في قسم سيادتك ولدت في نوفمبر ۹۷ ، وأمها الله يكرمها لم تتزوج مرة أخرى رغم انها كانت بنت سبعة عشرة سنة ، هل قلت لك انها تعمل الآن في الامارات ؟



بيانات الكتاب 


الأسم : رأيت النخيل
المؤلف :  رضوى عاشور
عدد الصفحات :  100  صفحة
الحجم : 3 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *