باسم الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .. و بعد .. فإن الأمم الناهضة تعمل على وصل ماضيها بحاضرها، وتعريف أبنائها بما حققه أسلافهم في شتى الميادين !.
ألا وإن تراث أمتنا زاخر بشتى ألوان العلم والمعرفة ؛ فما أجدرنا بالعمل على إحيائه ، وبذل الجهود لجمع شتاته ، وتحقيق أمهاته ،
ودراسة موسوعاته دراسة تأمل واستيعاب ، کی پئسنى تقديمه للأجيال المحبة لتراثها في صورة ملائمة للعصر نتيح لهم الاستفادة والمتعة ، ومعايشة ذلك التراث
العظيم بدلا من أن تعبث به يد الإهمال والضياع !!. : ولقد بدأنا نختار للقارىء العربي من كتب التراث ما يدعم مكتبته ،
ويرضي ذوقه ، ويحقق رغبته ، وينفعه في دينه ودنياه ، ويعينه في معترك الحياة .
وكان على رأس الموضوعات التي قررنا أن نقدمها للقارىء العربي ما تضمنته كتب التراث من طبائع النساء وأخبارهن ، وما يخمد ويدم من عشرتهن وما في هذه الحياة من غرائب و عجائب لنزداد فن فهما ، ومنهن قربا ، وبهن معرفة وأنسا، فتطمئن القلوب ، وتسعد النفوس، وتسكن الأرواح ، وتنتعش الأفئدة ، و تفر العيون ، وترفرف أعلام السعادة في كل
ولا عجب ، فالمرأة قد ملأت الدنيا وشغلت الناس ، وما يقدم عنها من كتابات لا يسهم في وضع الأساس، ولا يكاد يسمن أو يغني من جوع، وكأني بالقراء يقولون : هل إلى كتب التراث من عودة رجوع ؟! .
و وعكفنا على كتب التراث ندرس .. ونبحث .. ونوازن .. ونقارن حتى انتهى بنا المطاف عند ابن عبد ربه صاحب و العقد الفريد و ذلك الكتاب الذي ألفه صاحبه لأمل المغرب فجمع فيه أشتاتا من ذخائر أهل المشرق مما تضمنته الموسوعات الكبرى مثل : « عيون الأخبار ، لابن قتيبة ، ، والبيان والتبيين ، للجاحظ، و والكامل ، للمبرد .
إنه الكتاب الثاني بعد كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني في منزلته العلمية وقيمته الأدبية ، فالكتاب إذن أسم على مسمی .. كل حبة من حباته الخمس والعشرين باب من أبواب العلم والمعرفة التي لا غنى عنها لرواد الأدب ومحبي التراث ، فلا عجب إذا ما رأينا النفوس إليه مشتاقة ، والقلوب تواقة .
وكأني بالقاريء يعزى نفسه مرددا : هي الشمس مسكنها في السماء مع الفؤاد عزاء جميلا فلن تستطيع إليها الصعود ولن تستطيع إليك النزولا !!
ولكن كيف السكوت على هذا و العقد الفريد - كما قلنا - هو الكتاب الثاني بعد الأغاني ؟! إنه يقع في ثمانية أجزاء وتقديمه كله تحول دونه عقبات وصعاب ، والاختيار من بين حباته أمر عسير فكل حباته درر ولآلىء !! .
ويتراءى لنا الحل الذي يخرجنا من حيرتنا ؛ فما جمعه ابن عبد ربه عن النساء يعد مرجعا وافيا ، بل قل - في غير مبالغة - هو موسوعة نسائية تجد فيه الخيرة الصادقة ، والنظرة العميقة ، والرأي الصائب ، والتجربة الرائدة ، وممن ؟ من عليم بالنساء خبير !!.
بيانات الكتاب
الأسم : طبائع النساء .. وما جاء فيها من عجائب وغرائب وأخبار وأسرار
المؤلف : أحمد الأندلسى
عدد الصفحات : 155 صفحة
الحجم : 3 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق