Home Ads

فى بيتنا مراهق متطرف دينيا لــ زينب سالم




من الواضح لأي راصد المشكلات المراهق المصرى أن هناك العديد من الضغوط تحاصره وتنحر في قواه ومستقبله وتنحر كذلك في بنية المجتمع وصلبه قد يكون الإدمان أحد أهم هذه المشكلات، ذلك الوافد الجديد الذي يبدو أنه قد استوطن للأسف في هذا الوطن كأنه كان يبحث عنه !! .. وقد تكون فرص التعليم والعمل بما تعنيه من أمان في المستقبل وحماية من فقر الأيام .. قد تكون هذه كذلك أحد
أهم المشكلات الضاغطة على المرافق والشاب المصری
لكن دون شك فإن مشكلة الهوية هي أم المشكلات خاصة وسط هذا الزخم الإعلامي والفوضى القيمية، فعندما تسود اللامعیارية وتفقد الأشياء معناها المتعارف عليه ويصبح اللامعقول هو النمط وأنصاف العارفين هم الملجا . هنا فإن المقدمات تدفعنا دفعا إلى نتائج مولة يمكن أن نختزلها في البحث عن الذات والهوية والحقيقة .. ولكنه غالبا ما يكون بحثا عاجزا ضعيفا ، إفراز مجتمع يئن تحت ضربات الاختراق الثقافي التي تصر أن تحوله إلى مسخ خرافي يرقص في خلاعة ويغني بلا معنی ،، ويعاني من فراغ الضمير والنفس والوقت بما يحمله من ملهاة البحث عن الذات في الابتذال.
هذا المسخ الخرافي هو نفسه الذي بتشح بالسواد ويغوص ويغوص في ملهاة التشدد والتعصب الديني لعله يجد ذاته المفقودة ... إن كلا الطرفين مؤلم وفاشل، الأول منسحب مغيب والذي يفرض الانسحاب على المجتمع ويقف وحيداء
عندما تراجع الإحصاءات الخاصة بعدد الشباب والمراهقين المتطرفين دينا والمعرضين كذلك للتطرف سوف نشعر بالألم .. عندما تراجع توزيع هؤلاء الشباب الجغرافي والعمرى سوف تشعر بالخوف .. ولكننا عندما نراجع أدوارنا و مسئولیتنا واستراتيجيات مواجهة هذا الفكر المشوش، وأساليب تأمين أولادنا قبل محاسبتهم سوف نشعر بالتقصير؛




إن مثل هذه المداخل هي - غالبا - ما دفعت الباحثة المؤلفة الدكتورة زينب سالم أن توظف خبراتها في التعامل مع المراهق المصري على مدار سنوات طويلة ومعايشتها له ولمشاكله وآلامه وطموحاته وأحلامه .. لقد وظفت هذه الخبرة الميدانية في بنية علمية رصينة لخدمة قضية محورية وهي التطرف الدینی وميزت بينه وبين التعصب ، ثم عرضت متى يصبح التطرف إرهابا وما هي أنواع التطرف ودوافعه ومحدداته والنظريات المفسرة له وموقف الدين الإسلامي منه. ثم تناولت في الفصل الثاني بدراسة مستفيضة ماهية المراهق والنظريات المفسرة لمرحلة المراهقة وخصائص وسمات المراهقة، ثم ناقشت مطالب وحاجات المراهق وميولهم ومشكلاتهم في أطرها النفسية والاجتماعية المختلفة مستعرضة الجماعات الأولية والثانوية والمرجعية المؤثرة عليه، وأخيرا تستعرض الأدوار الإيجابية لحمايته من التطرف الديني ودعم السلوك الإيجابي السوی
من هنا اكتسب هذا الكتاب أهميته العلمية والمجتمعية .. ليس لكونه رصدا لمشكلات التطرف الديني لدى المراهق فقط، أو لأنه نشریح للبنية السيكولوجية له .. وإنا القيمة الحقيقية لهذا المؤلف تنبع من أنه يضعنا أمام الحقيقة كما هي وينبهنا إلى مسئولياتنا التي قد تكون غابت عنا كأولياء أمور أو مربين أو مثقفين، ثم يبيانات الكتاب أخذ بيدنا في هدوء عميق إلى أنماط الفعل التربوي التي يجب أن نتبناها في التعامل مع هذه الشريحة.. وأشكال الفعل السالب التي يجب أن تكون علی ولی کامل بأنها سوف تفرز شخصية دوجماتية متطرفة
إن هذا الكتاب ليس في سوسيولوجية التطرف الديني أو في سيكولوجية المراهق المتطرف .. ولكنه في المقام الأول دليل تربوي للكبار لعلنا نقف يوما أمام ضمائرنا ونقول لقد حاولنا وتعلمنا كيف نعمل وكيف نربي وكيف نواجه ولقد نجحنا ،، بدلا من أن نلقي اللوم على الآخرين وتتنصل من مسئولياتنا ونختبئ وراء نظرية المؤامرة


بيانات الكتاب 


الأسم : فى بيتنا مراهق متطرف دينيا
المؤلف :   زينب سالم
عدد الصفحات : 169 صفحة
الحجم : 5 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *