حاولت أنا ماري شيمل Annemarie Schimmel طوال حياتها أن تقيم جسورا للتفاهم وصلات للتواصل بين الغرب والشرق، سواء أكان ذلك في الفترة التركية (۱۹۵4-۱۹۵۹) التي عملت فيها بالتدريس في كلية الإلهيات" في أنقرة؛ حيث قامت بتدريس علم مقارنة الأديان باللغة التركية، أم في فترة ماربورج وبون (۱۹۰۹-۱۹۹۷)؛ حيث ساهمت في تعليم الدبلوماسيين الألمان، وكونت
علاقات متميزة مع دبلوماسيي العالم الإسلامي، وبدات تشارك فيها في الإشراف على مجلة فكر وفن"، أم في الفترة الأمريكية ( ۱۹۹۲ - ۱۹۹۷ ) التي شغلت فيها كرسي الثقافة الهندو - إسلامية في جامعة هارفارد، حيث اهتمت بتاريخ الإسلام في الهند منذ عام ۷۱۱م، وباللغات التي تساعد على دراسة هذا الأمر (العربية والفارسية والتركية والسندية والبنجابية والبشتونية والأردية)، وبترجمة أشعار شاعرى الأردية مير درد الدهلوي (ت ۱۸۱۰) واسد الله غالب (ت ۱۸۹۹)، كما واصلت اهتمامها بفنون الخط الإسلامية. .
بعد إحالتها على المعاش عادت إلى بون؛ فبالرغم من أنها بقيت في الولايات المتحدة هذا العمر الطويل، فإنها - وكما تقول - لم تصبح قط وطنا الها. وفي هذه الفترة كانت تذرع بلاد الشرق والغرب جيئة وذهابا فی کل
مناسبة سانحة. ومن يطالع ترجمتها الذاتية التي نقدمها هنا أو كتب رحلاتها الأخرى يفاجا بمدى اتساع شبكة العلاقات والصداقات التي كونتها عبر العالم، ولكن هذه الرحلات لم تمنعها من مواصلة الكتابة والترجمة. لقد كانت أنا ماري شيمل مدمنة للكتابة حتى إنها كتبت خلال حياتها ما يزيد على مائة کتاب، أما المقالات المبثوثة في الدوريات الألمانية والعالمية والمحاضرات باللغات المختلفة فلم تحص بعد (في آخر هذا الكتاب محاولة أولى لتوثيق إنتاجها المتنوع). كانت تكتب وتترجم وتهتم في الوقت نفسه بتاريخ تلقی الآداب الشرقية في العالم الناطق بالألمانية وبمحاولة تقريب الإسلام من قراء الألمانية والإنجليزية، وذلك بأسلوب امتزجت فيه صرامة العلم بالحب.
لا ريب أن المرء يجابه أثناء ترجمة مثل هذا الكتاب الضخم، متنوع التجارب، الكثير من المشاكل التي يسعى قدر الطاقة إلى تقليلها بحلول لا تعتمد فقط على التذوق المتطور بمعايشة العمل في أصله الألماني، وإنما أيضا على استشارة المراجع والمصادر المتنوعة، وكذلك أهل التخصص ات المختلفة. ومن هذه المشاكل - على سبيل المثال - ما يتصل بتفهم دقائق الحياة اليومية في ألمانيا في الربع الثاني من القرن العشرين، أو ما يتصل بالكلمات التي جاءت في لهجة أو لهجات أهالي شمال ألمانيا. وفي هذا السياق كان الأصدقاء والمعارف الألمان خير عون.
وكذلك تمثلت إحدى أهم مشاكل هذه الترجمة في تعريب الألفاظ التركية والفارسية والأردية والسندية) ورسمها باللغة العربية، ولأن السيدة شيمل كانت تهتم جدا بالجوانب الفنية والمعمارية في تركيا والبلاد الأخرى؛ فقد رجعت إلى كتب عدة كان أهمها الترجمة المتميزة التي قام بها خبير
بيانات الكتاب
الأسم : الشرق والغرب
المؤلف : أنا مارى شيمل
المترجم : عبد السلام حيدر
عدد الصفحات : 536 صفحة
الحجم : 18 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق