Home Ads

أفكار خارج القفص لــ عبد الرحمن ابو ذكري



هذا الكتاب ليس للمتعة الذهنية المجردة، وليس الغرض منه نيل رضا القاری وموافقته وتصفيقه واستحسانه؛ بل الغرض منه تعليمه التفكر، ومساعدته على تكوين ملكة للنظر والنقد والحكم. كل ذلك بطريقة غير مباشرة، فحين يعاین القارئ المتفحص منهج النظر ذاته وهو يفكك الفكر السياسي ثم يقرأ به الأدب ثم تناقش به بعض مسائل العقيدة والفلسفة ثم يتشكل به دعاء يستلهم سير الأنبياء؛ فإنه سيدرك -ولو بشكل غير واع- وحدة المعارف الإنسانية، ومن ثم أهمية وحدة منهج النظر والرؤية الكونية الحاكمة والمهيمنة على
التناول. وسيدرك أيضا أن الفصل المصطنع بين العلوم والمعارف الإنسانية مجرد فصل مدرسي إجرائي لا قيمة له، ولا يتم تكريسه إلا لتوثين حقل من المعارف أو الافتراضات التي بنيت عليها بعض النظريات العلمية".
لم أتردد طويلا في نشر هذا الكتاب، برغم قالبه وشكله غير المألوفين، وبرغم أني حين شرعت في ملء الشذور والقصاصات التي تكون منها، لم أكن أفعل ذلك بنية جمعها ونشرها كامي؛ بل كنت أدون تأملاتي، والأفكار التي تطرأ لي، وملخصات تعليقاتي على بعض الكتب والشخصيات، وملاحظاتي على أهم القضايا اليومية، وذلك حتى لا أنساها؛ ولأعيد استخدامها فيما أكتب.
لذا، فهذا الكتاب ليس أول ما كتبت، وإن كان أول ما ينشر بأسمي بين دفتين اثنين، وبا لكل هذا لا يمكن تحديد تاريخ كتابة هذا الكتاب ولا حتى بعضه على وجه القطع، فقد كتبت بعضه على هاتفي الجوال، وبعضه على الحاسوب، وبعضه الآخر على قصاصات متناثرة، وبعضه على صفحتي على الفيسبوك، وبعضه في کراسات خصصتها لهذا الغرض. لكن يمكن القول أن هذا الكتاب بعض عصارة عشرة أعوام (۲۰۰۳-۲۰۱۳م) على وجه التقريب.
وهو بعض العصارة لأني لم أنشر كل الأفكار والملاحظات التي تمخضت عنها السنوات العشر، ولا ربعها ولا حتى غشرها، برغم أني قد سعيت لذلك -عبا۔ فترة من الزمن! فقد كنت أتوهم إمكان التوقف لفترة عن كتابة شيء جديد؛ حتی أنقح كل ما كتب وأنشره. ثم اكتشفت بعد برهة وجيزة أن هذا الوهم الطوباوي غير ممكن إلا بتوقف أنفاسي ومفارقني للحياة نفسها! وحتی حال مفارقتي للحياة، فسوف أخلف - مثل غيري- كاما غير منشور. إنها شئة الحياة التي لا نستطيع إيقاف تدفق نهرها، ولا نعرف حتى موعدا لتوقف هذا التدفق، فلا كال لحي ولا
حتى لفعله التاريخي، فاعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، ولآخرتك كأنك تموت غذا (1)


السبب الثاني لكوني لم أنشر كل ما تمخضت عنه السنوات العشر هو أني آثرت استخدام البعض الآخر في تبي وأبحاثي التالية؛ بالأنضج تلك الأفكار قد بلغ به الأرجة لتشكيل أنساق مستقلة. لكن هذا لا يشترط بالضرورة كون المقولات التي يحويها هذا الكتاب المستخدم من قبل ولا من بعد. بل لا أغالي إن قلت إن أكثرها من الأفكار التي اتخذت لها مواطن في أنساق مستقلة، وإن كنت قد لمست فيها قوة بذاتها، فطرحتها للقارئ في صورتها شبه الأولية؛ عله يفيد منها في بناء مقدرته المنهجية: التفكيكية والبنائية. |
استحال ايضا نشر كل عصارة حياتي القصيرة خلال هذه السنوات لسبب لا يقل أهمية عن سابقيه، وهو أن منها أفكارا راجعتها فطورتها أو تخليت عنها، ومنها ما هو في مراحل التشكل المختلفة: بذور أو جذور أو نهار نصف ناضجة.



بيانات الكتاب 


الأسم : أفكار خارج القفص
المؤلف : عبد الرحمن ابو ذكري

عدد الصفحات : 220 صفحة
الحجم : 12 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *