كنت تلميذا في المدرسة الوطنية لفرنسا وراء البحار"، التي كانت تقوم بتكوين الإداريين الكولونياليين لأفريقيا، بين عامي ۱۹۶۸و ۱۹۰۰. وقد اخترت هذا المسلك مخالفا لمنطق المؤسسات العامة، حتى أساهم من الداخل" في الحركة الكبرى للقضاء على الاستعمار، حيث كان يمكن التفكير بان ذلك يدفع بالمقاومة السياسية التي كانت لا تزال في عنفوانها في ذلك الوقت. وكان يشجعني
على ذلك بقوة أصدقائي الطلبة الأفريقيون في تلك الفترة وعلى رأسهم جوزيف کي زيربو.
وفي تلك المدرسة كان ليوبولد سنجور أستاذي في اللغات والحضارات الأفريقية، وبتوجيه منه قررت أن أتخذ بحثي " حكايات سوداء من الغرب الأفريقي" موضوعا لإتمام الدراسة، وأضفت له عنوانا فرعيا هو: ش هادات كبرى في الإنسانية". وكانت جدتي الفلاحة البريتونية الموطن واللسان التي تجيد الحكي بامتياز، قد أشبعتني منذ نعومة أظافري بسحر الحكي الشفاهي، وهكذا كنت أبدا في إقامة جسر بين عالمين من التراث الشفاهي، حيث ترنو الشخصية الثقافية تعرفا و إصلاحا، وكان هذا الغوص في مملكة الحكاية مدعوما من زملائي الأفريقيين الذين أمدوني بلبنات البناء الأولي وهم: کورني أنا جوئو Corneille Anagomou من داهومی، عثمان ديالو Ousmane Diallo، فادياللا كيتا Fadiala Keita من غينيا، الكسندرسيسي Alexandre Cisse، نوبو Nobou من كوت ديفوار، وجوزيف کي زيربو
بعد عدة سنوات تمنى كل من ليوبولد سنجور، أستاذي الأول، leopold Senghor، وأليون ديوب Alioune Diop الذي صار صديقا عزيزا- أن تقوم دار بریزانس افريكين Presence Africaine بنشر هذا النص. في غضون ذلك كنت دفعت بتلقيني قدما إلى ثقافات أفريقيا الفلاحية العميقة، لدى السيتوفر Senoufo بالكينيد وجو Kenadougou في هذا السودان الفرنسي" والذي صار الآن - دولة مالي" المستقلة، ولما أعدت قراءة هذه الدراسة التي أعدتها في مستهل شبابي، والتي تحمل سمات لغة العصر معين، لكنها ذات تماس مع المناقشات الكبرى حول الهوية الأفريقية، خلت أن ليس ثمة
ما يدعو إلى تعديلها من جديد.
لقد مضى نصف قرن، وها أنا ذا أؤكد وأوقع بقلمي من جديد متمنيا أن تساهم، مثل هذه الشهادة المتواضعة بحق، والتي هي ناقصة وآتية من بعيد، في التذكير بجنور معارك الحاضر للاعتراف بالهويات والتنوع الثقافي السياسا للتقدم الإنساني.
بيانات الكتاب
الأسم : حكايات سوداء من الغرب الأفريقي
المؤلف : رولان كولين
المترجم : توحيدة على
الطبعة : الأولي
سنة الطبع : 2006
عدد الصفحات : 185 صفحة
الحجم : 6 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق