Home Ads

دراسات في الإخلاق لــ أحمد الريسوني



الخلق (بضمتين) جمعه أخلاق، ويقال أيضا: الخلق (بتسكين اللام)، وهو يتعلق بالصفات المعنوية للإنسان، يقابله الخلق (بفتح اللام وسكون الخاء)، وهو يتعلق بالصفات المادية الحسية التي يخلق بها الإنسان.
قال الراغب الأصفهاني : « الحلق بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر، وخص الخلق بالقوى والسجايا المدركة بالبدن).
فالأخلاق هي: الصفات والسجايا النفسية المعنوية، التي تظهر، أو يظهر أثرها، من خلال السلوك العملي المستمر، فلا بد في الأخلاق من تحقق هذه العناصر الثلاثة: العنصر النفسي الباطني، والعنصر السلوكي العملي، وعنصر الانتظام والاعتياد.
فالعنصر النفسي يتضمن التحلي الباطني بالصفة الخلقية والرضى بها.
والعنصر العملي، هو التعبير الفعلي عما تكنه النفس من تعلق و میل ورغبة في هذا الخلق أو ذاك.
وعنصر الاستمرار والاعتياد هو المعبر عن كون السلوك قد أصبح خلقا وسجية، وليس مجرد فلتة أو تصرف عابر.
فبدون رضى وتعلق نفسي، تكون الأخلاق مجرد تظاهر ونفاق وتصنع. وبدون الأثر العملي السلوكي، تبقى الأخلاق مجرد تمنيات أو شعارات أو دعاوی. وبدون تكرار واستمرار، يكون السلوك عرضيا عابرا، لا يشكل صفة ثابتة لدى صاحبه، فلا يعد خلفا له.


والأخلاق إما حسنة نافعة محمودة، وإما سيئة ضارة مذمومة. ومصطلح الأخلاق) یشمل حسنها وقبيحها معا. إلا أنه إذا أطلق بلا وصف ولا تقييد، فغالبا ما يراد به الأخلاق الحميدة والمطلوبة. فهذا هو المراد عادة إذا جرى الحديث عن الأخلاق، أو عن دور الأخلاق، أو أهمية الأخلاق، أو إذا قيل عن شخص ما بأنه ذو أخلاق، أو صاحب خلق. قال ابن عاشور: « اللق: السجية المتمكنة في النفس باعثة على عمل يناسبها من خير أو شر، وتشمل طبائع الخير وطبائع الشر. ولذلك لا يعرف أحد النوعين من اللفظ إلا بقيد يضم إليه، فيقال: خلق حسن، وفي ضده خلق قبیح. فإذا أطلق عن التقيد انصرف إلى الخلق الحسن) منابع الأخلاق والتخلق:
وللأخلاق مصادر ثلاثة تنبع منها وتتغذى بها، ويكمل بعضها بعضا، وهي: أولها: الفطرة :
فالإنسان مجبول ومفطور على حب الأخلاق الحسنة وكره الأخلاق السيئة. ومهما اختلف الناس - أفرادا أو أما - في تقييم بعض الأفعال وبعض التصرفات، فإن هناك فضائل وأخلاقا يشتركون جميعا في حبها واحترامها كالصدق والأمانة والوفاء والإحسان والتواضع والعدل...
وهناك رذائل وأخلاق سيئة يشترك الناس جميعا في كراهيتها واستهجانها، كالظلم والعدوان والكبر والكذب والخيانة والأثرة والغدر... فاشتراك الناس - بمختلف أجناسهم وأديانهم وأوطانهم وعصورهم وطبقاتهم وأحوالهم - في هذه الميول الخلقية، وتجذرها في نفوسهم وسلوكهم، دليل واضح على فطريتها وأصالتها فيهم. فللإنسان حاسة خلقية تعمل مثل حواسه الأخرى. بل إن هذه الحاسة

بيانات الكتاب 


الأسم :  دراسات في الإخلاق
المؤلف :   أحمد الريسوني
عدد الصفحات : 94 صفحة
الحجم : 4 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *