الخلق (بضمتين) جمعه أخلاق، ويقال أيضا: الخلق (بتسكين اللام)، وهو يتعلق بالصفات المعنوية للإنسان، يقابله الخلق (بفتح اللام وسكون الخاء)، وهو يتعلق بالصفات المادية الحسية التي يخلق بها الإنسان.
قال الراغب الأصفهاني : « الحلق بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر، وخص الخلق بالقوى والسجايا المدركة بالبدن).
فالأخلاق هي: الصفات والسجايا النفسية المعنوية، التي تظهر، أو يظهر أثرها، من خلال السلوك العملي المستمر، فلا بد في الأخلاق من تحقق هذه العناصر الثلاثة: العنصر النفسي الباطني، والعنصر السلوكي العملي، وعنصر الانتظام والاعتياد.
فالعنصر النفسي يتضمن التحلي الباطني بالصفة الخلقية والرضى بها.
والعنصر العملي، هو التعبير الفعلي عما تكنه النفس من تعلق و میل ورغبة في هذا الخلق أو ذاك.
وعنصر الاستمرار والاعتياد هو المعبر عن كون السلوك قد أصبح خلقا وسجية، وليس مجرد فلتة أو تصرف عابر.
فبدون رضى وتعلق نفسي، تكون الأخلاق مجرد تظاهر ونفاق وتصنع. وبدون الأثر العملي السلوكي، تبقى الأخلاق مجرد تمنيات أو شعارات أو دعاوی. وبدون تكرار واستمرار، يكون السلوك عرضيا عابرا، لا يشكل صفة ثابتة لدى صاحبه، فلا يعد خلفا له.
وللأخلاق مصادر ثلاثة تنبع منها وتتغذى بها، ويكمل بعضها بعضا، وهي: أولها: الفطرة :
فالإنسان مجبول ومفطور على حب الأخلاق الحسنة وكره الأخلاق السيئة. ومهما اختلف الناس - أفرادا أو أما - في تقييم بعض الأفعال وبعض التصرفات، فإن هناك فضائل وأخلاقا يشتركون جميعا في حبها واحترامها كالصدق والأمانة والوفاء والإحسان والتواضع والعدل...
وهناك رذائل وأخلاق سيئة يشترك الناس جميعا في كراهيتها واستهجانها، كالظلم والعدوان والكبر والكذب والخيانة والأثرة والغدر... فاشتراك الناس - بمختلف أجناسهم وأديانهم وأوطانهم وعصورهم وطبقاتهم وأحوالهم - في هذه الميول الخلقية، وتجذرها في نفوسهم وسلوكهم، دليل واضح على فطريتها وأصالتها فيهم. فللإنسان حاسة خلقية تعمل مثل حواسه الأخرى. بل إن هذه الحاسة
بيانات الكتاب
الأسم : دراسات في الإخلاق
المؤلف : أحمد الريسوني
عدد الصفحات : 94 صفحة
الحجم : 4 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق