Home Ads

لسنا فاكهتهم المفضلة .. فهل تغريهم شجرتنا لــ تهانى ثنيان العايش




إننا نقتات الحاضر. على أساس أنه لقمة اشتهيناها في الماضي فنحن نتشبث بالماضي أيا كان ونقدسه وبذلك يتجمد الحاضر وينبه المستقبل. لأننا لسنا مشدودين إلى فهم هذا الماضي وأنه فكر انطلق من خلال أناس كانت لهم تجربتهم الثقافية. وقد تكون هذه التجربة محدودة ومحصورة في نطاق مختلف ضيق يخصهم لوحدهم.
ولسنا فاكهتهم المفضلة. فهل تغريهم شجرتنا؟! عندما جالت داخل عقلي فكرة حشد حروفي لأجل هذا الموضوع بالذات، وضمها داخل کتاب يقيها شر التشرد، كان هذا السؤال هو أول ما تسارع للظهور قبل أن يتقافز أمامه إخوته، فيكونوا عصبة أمارة على التوغل في ثنايا هذا البحث قدر المستطاع، وقبل أن نسترسل في محاسبة النفس، وتقف أمام مرآة الحقيقة، علينا أن نبصر الموضوع بمنظور واقعی، ونشك ولو لمرة في النيات المقابلة لنا، وإن كان مجرد امتثال لحكمة " ديكارت: اللبحث عن الحقيقة يلزمنا أن نشك ولو لمرة واحدة في حياتنا، أن نشك في جميع الأشياء ما أمكن الشكا!
وعن طريق ذلك نعرف حرية إرادتنا، لا بالدليل إنها بالتجربة ! لماذا قد يحاورنا الغرب؟ أو بصياغة _أدق لماذا قد يتحمس الغرب للحوار معنا؟
كيف لنا أن نبتغي معهم حوارا ونحن راکعون على ركب خوفنا، نستجدي عقل الآخر ونتوقع بعدها أن يكون ذلك الحوار حضاريا، لا حوار المتوسل لمن يهبه ذرة حلم؟!
حين أغمضنا أعين عقولنا عن حقيقتنا وواقعنا المر وعن الوطن الكبير المتنبسط جرحا وعجزة، أغمض العالم بأكمله عبون عقله تجاه كلاتنا..!
وبالرغم من أن هذا الزمن هو زمن الكلام بامتياز، فهناك حوار يدار بين الشرق والغرب، وحوار بين الإسلام والمسيحية، وحوار بين الأنا والآخرة


وحوار بين أوروبا وبلدان المتوسط، وحوار بين أميركا والعرب، وحوار بين الأشقاء، وحوار بين الأعداء، إلا أننا نجد أصواتنا ضعيفة جدا وسط هذا الصخب، فهل يحقق كل هذا الضجيج أهدافه؟
أم أنه يتحول إلى حوار قوم صم بکم لا يفقهون؟ ترى كيف يمكن أن تنتقل من الحوار إلى وعي الحوار الحقيقي وتحقق الغاية
fois
كنت أتذكر في خضم تلك التساؤلات، حكمة صينية قديمة تقول: «إذا طلب منك التلميذ كوب ماء، أعطه نصفه فقط، حتى يطلب منك النصف الآخره،
وسر تلك الحكمة هو ألا نقدم للآخر شيئا هو لا يرغب فيه أصلا، أو يكون قد اكتفى منه، فيفقد قيمته عنده!
وربما هذا ما صنع الفجوة الحقيقية بيننا وبين الغرب، فمثلا حين نتحدث عن (الأدمغة العربية) التي تهرول نحوهم، وهي التي نراهن عليها كي تكون منابر الحوار الأول معهم، نجد أنه قد أشارت آخر الإحصاءات إلى أن هجرة الكفاءات الراقية والأدمغة العلمية من العالم العربي إلى الولايات المتحدة وحدها ۳۱ بالمائة من مجمل أبناء العالم الثالث. وهناك أكثر من مليون عربي من حملة شهادة الدكتوراه، بعد إنهائهم دراستهم فضلوا البقاء في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
والمروع ما نشر مؤخرا عن إحصائية يجب أن تجعل النوم يفر بعيدا عن أعين ال۳۰۰ مليون عربي، والصادحة بأن 34 بالمائة من الأطباء الاختصاصيين في بريطانيا، ينتمون إلى الجاليات العربية.


بيانات الكتاب 


الأسم : لسنا فاكهتهم المفضلة .. فهل تغريهم شجرتنا
المؤلف : تهانى ثنيان العايش
عدد الصفحات : 160 صفحة
الحجم : 17 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *