Home Ads

حلماً كان وافعاً صار ..قصة مؤسس الدولة العثمانية لــ صالح كولن



... انتهى حديث أذيالي وعثمان غازي في ساعة متأخرة من الليل، وبعد أن خلد عثمان إلى النوم ظهر له في رؤياه هلال خرج من حجر الشيخ أديالي، ثم استحال بدراء بعدها توارى في صدره، وما لبثت شجرة بلوط أن نبتت في حجره، وراحت تكبر، وتخضوضر تدريجيا فامندت ظلال أغصانها في القارات الثلاث، وانقسمت ستة أغصان غطت البحار واليابسة، وصارت جبال القوقاز وطوروس
وأطلس أعمدة تشد من أزرها، وثمة أنهار عظيمة تتلاطم عند جذورها، وفيها تجري "دجلة" و"الفرات" و"النيل" و"طونة" وتتدفق.. فاستيقظ عثمان منصبيا غرقا لعظمة ما رآه، وقص على أبالي ذلك تفصيلا، فكان يصدقه هارا رأسه... عثمان هذا الفتى العشريني أغرق شيخه أذټالي في عوالم مختلفة.. فيشره أديالي مبتسما بعد صمت برهة - بن عثمان، أبشر؛ لقد من عليك رب العالمين وذريتك بالسلطنة والحكم، بارك الله فيك وفيها؛ ستؤسس دولة عظيمة تشمل حدودها القارات الثلاث الكبرى والبحار…
تصبب عرقا أثناء نومه، رأى في حلمه موقدا كبيرا، موقد طعام يتطاير حوله الشرر...، كان عليه قدر كبيرة، سوداء مثل الليل...، وكانت النيران تزداد اشتعالا والماء يزداد غليانا في القدر، ثم فاض ماؤها...، وازداد فيضانا حتی غمر الأرجاء، وشكل بحيرة صغيرة في البداية، سرعان ما كبرت حتى صارت بحرا وغطت الأرض جميعها.


استيقظ "أرطغرول غازي (Ertugrul Gazi) (۱) من نومه منتفضا، ونادته زوجته السيدة حليمة:
- ما الأمر يا زوجي؟ - رأيت حلما يا سيدتي
- وأنا استيقظ أيضا على ركلات الطفل في بطني، نظرت فوجدتك تتصبب عرقا، وردد قائلا: "المياه، المياه... ماذا رأيت؟
- لو تأذنين لي، أريد أن أحتفظ به سرايا حليمة، ربما أرويه لك ذات يوم
- كما تريد يا سيدي، هل ستنهض؟ -نعم، وأصلي بضع ركعات. - تقبل الله.
وبعد الصلاة كان أزطغرول غازي يفر متسائلا: ترى إلام تشير هذه الرؤيا؟ كان يجب أن يقضها على أحد العارفین، خطرت بباله فكرة وأذان الفجر يتسلل إلى سمعه من الخارج... سيذهب بعد عدة أيام إلى مدينة "قونية (Konya)۲۷) لزيارة السلطان السلجوقي، وهناك يمكن أن يقص رؤياه على صديقه الحميم عبد العزيز مستوفي كاتب السلطان.
قبل أن يسافر إلى "قوية" ودع رئيس قبيلة "قاپي (Kay1)"(۲) عائلته، كان لديه طفلان، "گونڈوز (Guindia)" و "شاژوائو مازجي (Sarubatu Savel) "4)، كان عمر ابنه الأكبر گونڈوز ست سنوات، وابنه تناژوائر اربع سنوات، ثم جثا وأمسك كتفي گونڈوز.
- گوندوز ألب (Alp)10 - لبيك أبي - أستودعك البيت في غيابي يا ولدي؛ فلا تخيب ظني. - إن شاء الله يا أبي. - حسنا يا بني، أنت شجاع. ثم ودع السيدة حليمة: - اعتني جيدا بنفسك وبالأولاد وكذا بجنينك.


بيانات الكتاب 


الأسم :  حلماً كان وافعاً صار ..قصة مؤسس الدولة العثمانية
المؤلف :  صالح كولن
المترجم :  اماني عدلي
عدد الصفحات : 209 صفحة
الحجم : 7 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *