السؤال الذي لا يتوقف عن مواجهتي منذ بدات أكتب وإلى اليوم هو : هل أنا كاتب سياسي أم كاتب قصص.. أم هل أنا سیاسی ام أديب ؟
والغريب أني أترك هذا السؤال للناس ولا أسأله لا أبدا لنفسي.. ربما لأني لم أتعمد يوما الكتابة في السياسة أو كتابة القصص.. أي أني
لم أضع نفسي أبدا في موضع الكاتب المحترف المتخصص في الموضوعات السياسية أو الموضوعات الأدبية.. حتى في دراساتي منذ كنت طالبا لم تنحصر هواياتي في الأدب وحده أو في السياسة وحدها.. وكنت خلال الحركات الوطنية أقضي يومي كله في مظاهرات الطلبة السياسية ثم أعود إلى البيت لأقرا قصصا لا علاقة لها بالسياسة ولا بالحركات الوطنية. وقد استغرقتني القراءة خلال سنوات الجامعة | وكنت اقرا كثيرا خارج مقررات كلية الحقوق ولكني أيضا لم أتخصص في اختيار ما أقرأه، وقد قرأت أيامها عن كل المذاهب والدراسات السياسية على مر التاريخ وفي الوقت نفسه قرأت عشرات من الإنتاج القصصي العالمي.. وكنت أقرأ كهاو لا كدارس.. كنت أهوى القراءة السياسية كما أهوى القراءة الأدبية.. وكنت أحس دائما عندما أقرأ كانی سائح يطوف بالآثار الفكرية لكل الشعوب وال تتقلص سیاسيا حتى لم يعد هناك مجال للتعبير عن كل آرائی دودة القراء يعرفونني ويكتفون بي ككاتب قصة
وهذا هو الذي يجعل كاتب القصة لا يستطيع أن يتحرر من فكره السياسي، وكل القصص حتى القصص العاطفية بما فيها قصة روميو وجولييت تدور حول مجتمع سیاسی
وربما كان ما دفع البعض إلى تصور أني متخصص في كتابة القصة هو أني تعودت أن أجمع قصصي في كتب، ولكني لم أجمع آرائی السياسية في كتاب،، ولا أدري لماذا
ربما لاني اعتبرت أن آرائي السياسية متعلقة غالبا بالأحداث. والأحداث تمر وتنتهي وينساها القاريء وينسى معها التعليق عليها أو الرأي فيها. فإذا جمعت هذه الآراء في كتاب فإنه يجب أن أعد الكل رأی مقدمة طويلة تسجل وتفسر الأحداث التي بنيت عليها هذا الرأي حتى يستطيع القارىء أن يستوعبها.. أي أني مضطر أن اسجل التاريخ المصري الذي عشته.. وأنا لست من كتاب التاريخ
وربما كان السبب في عدم حرصي على جمع آرائي السياسية
بيانات الكتاب
الأسم : خواطر سياسية
المؤلف : إحسان عبد القدوس
عدد الصفحات : 109 صفحة
الحجم : 14 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق