إن التقاء أوروبا مع العالم الإسلامي قد أثار في الفترة الأخيرة جدة حادة، وخلق حالة من البليلة والأضطراب ولا خضم هذا الجدل الحاد الدائر الآن، يطالعنا على الفور ما نراه من خلط كبير مابين الإسلام كدين، وبين الجماعات التي توصف بالمتطرفة، والتي يثير
نموها وانتشارها - بطبيعة الحال - أقصي مشاعر القلق بة العالم العربي، ولمواجهة مثل هذه الحالة، يجدر بنا أن نفتح عيوننا، لننظر واعين ومتفهمين ومدركين القيم الحضارية للإسلام، لعل ذلك يساعدنا على إدراك حقيقة التأثير الكبير الذي أحدثه الإسلامية حضارتنا الغربية، ومن هذا المنطلق، تورد هنا مقتطفات من مقالتين علميتين بقلم العالم "في مونتجمري واث" وعالم آخر، وردتا ضمن عمل علمي ضخم مؤلف من ثلاثة أجزاء بعنوان ( أدبان بشرية) الجزء ۳ / ۲۵ بعنوان ( الإسلام) حيث جاء ما يلي: ترى ماذا كان بإمكاننا أن نفعل لو لم تكن هناك الأعداد العربية؟ الطب والعلوم الطبيعية كانت لهما مكانة مرموقة عند المسلمين الذين عاشوا في القرون الوسطى، والفلسفة الإسلامية وأفكار المتصوفة أغتا وأثرتا في الأفكار المسيحية خلال القرون الوسطى، وعلى مدى قرون عديدة، نعمت إسبانيا وتمتعت بثمار ذلك التعايش السلمي الخلاف بين أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاثة : اليهودية والمسيحية والإسلام،، إن قصة العلاقات بين الشرق والغرب وتطورها، هي حقا قصة مشوقة وممتعة تتداخل خيوطها وتتشابك بين مختلف الأبعاد والجوانب السياسية والثقافية والدينية والأدبية والتجارية والفنية, | وهنا، يبدو ضرورية لنا أن نركز على جوانب هذه العلاقة أولا بأول، وأن تعمل عليها بجد كي نعدل الصورة العدائية المترسخة في أذهاننا عن جانب ماء ثم نزيلها. ولا بد من التسليم بداية، بأنه من الصعوبة بمكان على أي إنسان أوروبي وهو يقف عند نهاية الألفية الثانية، أن يتمكن من فهم الإسلام، نظرا لاختلاف اللغات بالدرجة الأولى - وكون اللغة العربية الفصحى هي لغة الوحي - وهي اللغة التي يلزم إتقانها من أجل شهم الثقافة الإسلامية، وهذه اللغة العربية الفصحى ثم تسلم قيادتها الألعدد محدود من الناس من القرب. وضمن هذا العدد الحدود. يوجد العلماء المتخصصونة أبحاث الدراسات الشرقية، ومعظم هؤلاء العلماء متخصص عادة في مجال واحد دون غيره من مجالات البحثية الثقافة الإسلامية ولذلك، فإن العبء الأكبر في مجال الدراسات الإسلامية، يقع على عاتق العلماء المسلمين العرب أو الإيرانيين أو الأتراك أما المناطق الإسلامية الأخرى، كمنطقة جنوب آسيا مثلا، فإنها تفتقر إلى وجود العلماء المتخصصين
بيانات الكتاب
الأسم : أوروبا في مواجهة العالم الإسلامي
المؤلف : أنا مارى شيمل
المترجم : محمد نبيل
عدد الصفحات : 143 صفحة
الحجم : 53 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق