Home Ads

حياة الحقائق لــ غوستاف لوبون



تعبر الحقيقة عن مركب من الحقائق المعقدة التي يتعذر فهمها من غير تحليل ، ونحن ، قبل أن نحاول ذلك قم الحقائق ، فقه منها ، موقتا ، طائفة من المبادىء التي هي من ضروب اليقين لدى معظم الناس في كل دور .
وموافقة الناس تلك تتناول أمورة وهمية في بعض الأحيان ، فتكون من الحقائق لدى المؤمنين ، والبشر قبل أن يعرفوا أية حقيقة
حازوا غير قليل من أنواع اليقين.
وترجع إلى ماعرضناه في مؤلف سابق من ضروب المنطق ومايلائمها من مبادی، فتجد للحقائق خمسة أنواع : الحقائق البيولوجية والحقائق العاطفية والحقائق الدينية والحقائق الجمعية والحقائق العقلية .
وتتجلى الحقائق البيولوجية في حوادث الحياة العضوية ، والحقائق العاطفية والحقائق الدينية إذ كانت شخصية غير قائمة على برهان فإنه لا دليل لها غير موافقة الناس عليها ، وهي تابعة لدائرة الإحساس وتكون أساسا للمعتقدات ، والحقائق العقلية هي غير شخصية على العكس من ذلك ، فيمكن إثباتها بالتجربة مستقلة عن أي معتقد ، وتم عليها مبادی العلم التي تتألف منها دائرة المعرفة
ومن الواضح أن ذلك التقسيم كثير الإطلاق ككل تقسيم ، فهو يتصل ، بالحقيقة ، أمورة غير منفصلة تماما ، فمن النادر جدا أن يكون المبدأ عاطفيا أو دينا أو جمعيا أو عقليا على وجه الاستقلال ، والحقائق الدينية نفسها، وإن كانت من اصل دینی ، تشتمل على عناصر عقلية في الغالب ، ومن هنا ترى أن أية حقيقة ليست حادثة بسيطة يمكن أن يعبر عنه بصيغة موجزة ، بل هي مركبة من مجموعة عناصر متباينة ، وتختلف الحقائق ، على الخصوص ، بنسب العناصر المختلفة التي تدخل في تركيبها .
منا الحقائق من غير أن عرفها ، فلمبحث الآن عن الحدود التي يمكن تعريفها بها.
اختلف مبدا الحقيقة اختلافا عظي في ون القرون ، فالحقيقه علت في بعضها أمرا جوهريا وغدت في بعض آخر منها أمرآ نفعياوغدت في بعض ثالث منها أمرا ملائمة، وهي قد لاحت المر تا بین خطأ لا يرد في وقت معين .
وتم المعاجم على ذلك الاختلاف بوضوح ، و يمكن أن ترد تعاريفها ، على العموم ، إلى قول لينره « إن الحقيقة هي الصفة التي تبدو الأمور بها كماهی) ،


أو إن الحقيقة كما يقول مؤلفون كثيرون « هي مطابقة الفكر الواقع ، ، فإيضاحات
كهذه هي خالية من أي معتى حقيقى ما هو واضح ، وتكون المعاجم على شيء من الدقة والوضوح إذا قالت إن الحقيقة هي ما يكون عندنا من فكر عن الأشياء .
والتعاريف العلمية أكثر اعتدالا ، وهي أكثر إحكاما أيضا ، فترى العالم طرح جانبا الحقائق التي يمتنع الوصول إليها ، عادا الحقيقة صلة ب كين قيامها ، على العموم ، بين حوادث تظل مجهولة الجوهر ، وقد وجب للوصول إلى هذه الصيغة بذل عدة تأملات ومجهودات في عدة قرون .
على أن هذه الضيقة لا تطبق على غير المعارف العلمية ، لا على المعتقدات الدينية والسياسية والخلقية ، فصدر هذه المعتقدات إذ كان عاطفيا أو دينيا أو جمعيا فإن هذه المعتقدات تقوم ، فقط ، على موافقة جميع من يرضون بها.
وهي راضی بها البداهها المفترضة ، أو لما يلوح من عدم إمكان قبول ما يعارضها ، أو لإجماع الناس عليها على الخصوص، ويظل هذا الإجماع مقیاس الحقائق التي ليس لها صبغة علمية .
ويخيل للقائلين بمذهب الذرائع ( البراغماتية )، مع ذلك ، أنهم اكتشفوا في المنفعة مقياسة جديدة للحقيقة ، فقد قال ويليم جيمس :
و ليس الحقيقى سوى ما تجده نافعة في نظام أفكارنا ، وهو كالخير الذي تجده نافعة في نظام أفعالنا ».




بيانات الكتاب 


الأسم : حياة الحقائق
المؤلف :  غوستاف لوبون
المترجم :  عادل زعيتر
عدد الصفحات :  233  صفحة
الحجم : 10 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *