Home Ads

الله .. الكشف عن ألف فرية وفرية عن العرب لــ زيجريد هونكه



والمزاعم هي الآراء المسبقة التي تتسبب في جعل تفهم الشعوب بعضها بعضا أمرا صعبا وتيسر الازدراء بينهما. نطق بهذه العبارة رومان رولان
(Rornain Rolland
وينطبق هذا التعريف في مجمله- بخاصة على علاقة مسيحيي أوربا بالعالم العربي الإسلامي؛ فلم تتوتر علاقة هؤلاء الأوربيين بأي
شعب آخر مثل هذا التوتر الشديد الذي استمر مئات السنين بسبب اتخاذ آراء مسبقة. وتتسع هذه العلاقة المتوترة لتشمل شعوبا بعيدة كل البعد، وغريبة عنا، وشعوبا أخرى تعتنق ديانات مغايرة نعاملها بكل بساطة معاملتنا للشعوب الإسلامية غير العربية. |
ما السبب وراء ذلك؟ لابد أن هناك سببا يجعل الأحكام المسبقة (عن المسلمين والإسلام التي سادت القرون الوسطى، وما زالت مستمرة حتى اليوم، هي التي تعوق التعرف الموضوعي على عالمهم الروحي وعلى دينهم وتاريخهم وثقافتهم، ويبدو أنها ما زالت تسيطر حتى اليوم على الرأي العام عن العرب من خلال تزييف التاريخ.
ولم تفلح محاولتي بكتابي «شمس الله تسطع على الغرب، Allahs Sonne

tiber dem Abendland عام 1960، وكتابي «جمال على معطف القيصر Kamele auf dem Kaisermantel عام ۱۹۷۶(۹) اللذين عرض فيها جهود العرب المهمة، وأثرها على معارف الأوربيين، وفنونهم إلى النور- على الرغم من أنها أحدثا ثغرة في الجهالة التقليدية، فإن ضيق الأفق الذي تسبب في ازدراء العرب، وتوهم أنهم درعاة ماعز مهلهلون، وشيوخ بترول» يتربعون فوق حسابات بنكية سويسرية، وظلوا يصفونهم بهذه الصفات منذ أيام شارل مارتل فقالوا عنهم إنهم مقاتلون إسلاميون. وتزايدت موجة الاستياء ضدهم بزعم أنهم يضطهدون النساء، وأنهم بر ابرة، وأنهم كانوا سعاة بريد للمعارف اليونانية. وتزايد التعصب ضدهم نتيجة لتزييف الحقائق التاريخية التقليدية منذ مئات السنين، ونتيجة لويلات حرب الدعاية التي تجددت ضدهم في المحاضرات ورؤجتها الصحافة والسياسات المتحيزة التي ألقت بالحقائق التاريخية في مقبرة جماعية ونشرت الفري والأكاذيب.
وكان المراد من استمرار تشويه صورة العرب في موجة العداوة القديمة التي بدأت في القرون الوسطى ضد الخصوم الكفرة، الذين أطلق عليهم الغرب المحمديين، أن تمتد موجة الكراهية وتستمر.


وعلى الرغم من أن قلة المعلومات عند الأوربيين عمن أسموهم الملحدين، كان من الممكن أن تصهرها حملة إعلامية موضوعية صغيرة تقدم معارف إيجابية يمكن أن يستجيب لها المتلقي الأوربي، فقد استبدلوا بذلك حملة هجومية، فانحلت كل انتصارات العرب العلمية وبخاصة اكتشافاتهم، ونسبت إلى أسماء أوربية متخيلة، وكأن هذه الأسماء الموضوعة في المكتشف الأول، حتى إن بعض كبار مؤرخي الحضارة أنفسهم ما زالوا حتى الآن يتهمون العرب بالعقم الكامل، وأنهم شعب غير مبدع، وأنهم لم يؤشوا على حضارة القدماء التي لا مثيل لها وكنوزهم، ولكن قلدوها كالببغاوات ونقلوها إلى الغرب مثل سعاة البريد.
ومن المهم، بل ومن الواجب أن تبرئ ساحة الإسلام (دينا)، ورسوله وتاريخه من المزاعم والفرى و المعلومات غير الصحيحة. وهذا ما تؤكده موجات الإعلام الجديدة التي توجه ضدهم ويعاني منها جماعات المهاجرين الأتراك، وتمنع بعضهم من تأسيس الحزب الإسلامي بألمانيا (IPD)، وضد التعصب الأصولي للأتراك، على حين أن المعلومات الخاطئة ونقص المعرفة التامة بالإسلام لا تستند إلى أي أساس، ومن ثم أصبحت هذه المزاعم طلقات مدفع تصوب للإسلام ونبيه وللعروية كلها. وعلى أي حال فليس كل ما هو إسلامي عربي المنشأ،
ولا يهدف هذا الكتاب إلى تصويب المزاعم القاسية الكثيرة وتفنيدها فحسب، ولكن - وقبل أي شيء- بهمنا أن توضح كيف أن صدمة الغرب المشئومة كانت نتيجة الإصابة نفسية عميقة. وقد حالت هذه الصدمة منذ آلاف السنين دون فهم العرب، وتسببت في جعل ازدراتهم سهلا، بدلا من أن يوجه إليهم الشكر والامتنان على هباتهم العظيمة للغرب. ولن تندمل جراح المريض إلا بالتغلب على هذه الصدمة وتقم مسبباتها، وإلا إذا عرف سبب إصابة المريض بها


بيانات الكتاب 


الأسم : الله .. الكشف عن ألف فرية وفرية عن العرب
المؤلف :    زيجريد هونكه
المترجم : محمد عونى
عدد الصفحات :  405  صفحة
الحجم : 11 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *