التشابه في القرآن من الظواهر التي أثارت - وما تزال تثير - كثيرا من الخلاف والجدل بين الفرق المتعددة من الفرق الإسلامية ، بل بين رجال الفرقة الواحدة ، ثم بين المسلمين وأهل الكتاب وغير أهل الكتاب .
ولذلك كانت ظاهرة تغرى بالدرس ، وبخاصة الدرس التاريخي ، الذي يرصد تطور التفكير فيها ، شأني فيما كتبت عن وجوه إعجاز القرآن .
وقد رأيت أن أمهد لهذا التاريخ بإطلالة عاجلة على ظاهرة الخفاء في الفنون ، ونظرة متمعنة عليها في الأدب ، ولاسيما الأدب العربي . فتتبعت أقوال قدامی النقاد العرب فيها ومواقفهم منها . وعنيت بمن رضي بها ، ومن احتفى ، عناية خاصة ، لأن ذاك هدفي في الكتاب .
صنفت الآية السابعة من سورة آل عمران آيات القرآن صنفين متمایزین ، قالت : ه و الذي أنزل عليك الكتب نه ای گم م أ الكتب و تشبه أما البنين في قلوبهم به تبعون ما تشبه ينه ابعاة ألية وأبعاة تأويلي ما تم تأويله إلا الله والبيوت في اليلي يقولون اما وه ك تين منلي ا وا يذكر إلا أولوا الألبي .
أما الصنف الأول فيمكن الاهتداء إلى معرفته على ضوء من قول الله - تعالی - في الآية ۲۰ من سورة محمد : ( إذا أنزلت سوره م 6 وفي الآية الأولى من سورة هود : الر كب أخيك ، اشهر ثم ث ين لن کی خبير .
وأما الصنف الثاني فهو مناط هذا البحث . وإذا تتبعنا الصيغ التي استخدمها القرآن من هذا الأصل نجدها تلتف حول معنيين : 1- التماثل ، كما في قوله
۲ - الغموض ، كما في ق وله : و البقر تشبه عليا و البقرة ۷۰]، و رشته 4 ر النساء : ۱۰۷]
وإذا رجعنا إلى المعاجم اللغوية ، تبين لنا أن الصيغة مأخوذة من الجنر (ش به ) ومعناه الأصلي المثل . ولما كان الإنسان لا يستطيع أن يميز بين الأشياء المتشابهة ( المتماثلة ) إلا بعد إنعام رؤية إن كانت محسوسة ، وإمعان زوية وفكر إن كانت غير محسوسة ، جاءت في اللغة الشبهة بمعنى الالتباس ، واشتبه الأمر بمعنی اختلط ، والمشتبهات من الأمور : المشكلات يشبه بعضها بعضا .
وإذن فمن الممكن القول بأن المتشابه هو الذي يلفه شيء من الخفاء يجعل العقول تعجز عن إدراكه في سرعة أو تذهب في فهم مدلوله مذاهب شتی .
بيانات الكتاب
الأسم :إعجاز القرآن … المتشابه
المؤلف : حسين نصار
عدد الصفحات : 174 صفحة
الحجم : 5 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق