Home Ads

إغاثة الأمة بكشف الغمة لـــ تقى الدين أبى العباس



فبعد أن كانت بغداد هي القطب الأكبر سياسيا وثقافيا ، فقد انتهى دورها لترثها القاهرة حتى في خلافتها العباسية ، كما ورثت القاهرة أيضا زعامتها للمدارس التاريخية الإسلامية، وعلى الرغم من التدهور الثقافي العام الذي يعكس حال حضارة وصلت إلى أقصى نموها وتطورها، وعندما بدأت تستقر لتجنى ثمار انجازاتها الثقافية والفكرية فوجئت بالهجمات الصليبية أولا ، فالمغولية ثانيا ، مما
هدد وجودها ذاته ، الأمر الذي جعل النشاط الثقانی موجها نحو الحفاظ على التراث الفكري المجيد أكثر من نحو المشاركة في إثراء هذا التراث ، فابتعد عن الابتكار والتجديد والإبداع ليصبح التجميع والتأليف الاجتراري والشروح وشروح الشروح هو السمة اللازمة لهذا النشاط ، إلا أن حركة التدوين التاريخی کانت مزدهرة بشكل لافت للنظر حيث وصلت الكتابة التاريخية في العصر المملوكي إلى أرقى مستوى وصلت إليه في تاريخ الفكر العربي الإسلامي ، لقد كان هذا العصر بمثابة المعرض الحى المدى التنوع والثراء الذي وصل إليه التدوين التاريخي ، ومن بين مؤرخي العصر المملوکی يقف الإمام المقریزی عالي الرأس ، عملائا لا يدانيه أي مؤرخ آخر .
لقد ظهر توسع التطور التاريخي في مصر السلوكية في الاتجاه الحضارى ، فإذا كانت كثرة التفاصيل التي وردها المؤرخون في تواريخ الأحداث السياسية ، وفي كتب التراجم والرجال قد أدخلت في التاريخ بصورة غير مباشرة العديد من ملامح التاريخ الحضاري , فإن ذلك لم يكن المجال الوحيد الذي سجل المؤرخون من خلاله جوانب الحضارة في عصورهم ، فقد طرقوا مواضيع مختلفة وجوانب شتى من القطاعات الاجتماعية ، كانت الصب كلها بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الإطار الحضاري ، وإننا لنجد عنها واسع من المواضيع المطروقة المتنوعة مثل التعليم السياسي والتعليم الديواني والتعليم العسكري ، ويعيش القطاعات أو الطبقات الاجتماعية ، ومواضيع تتصل بالمواقع وخططها وفضلها ، ومواضيع تتصل ببلاد العالم الأخرى ، ومواضيع تتصل بالحياة العامة للناس مثل ما كتب الإمام المقریزی کتاب " إغاثة الأمة بكشف الغمة " الذي نحن بصدد تحقيقه والحديث عنه وغيره من الكتب .


وما من شك في أن الإمام المقريزي في جميع هذه النواحي الحضارية يقف في طليعة مزرخی مصر في العهد الملوکی ، وقد ظهر ذلك في تراثه التاريخي كله ، فهو عميد لا يدانيه أحد من المؤرخين في مصر منذ العصور الوسطى حتى الآن ، وكتبه العظيمة التي خلقها لنا تمثل شیوا بين الكتب التي أخرجت للناس في التاريخ المصري ، ونخص من بين هذه الكتب کتاب " إغاثة الأمة بكشف الغمة " الذي يمتاز موضوعه بالتفرد من حيث التناول والتحليل ، مما يدل على تفرق الإمام المقريزى ، إذ يتناول تاريخ المجاعات التي نزلت مصر منذ أقدم العصور إلى سنة 8. د وهي السنة التي ألف فيها هذا الكتاب .
لذلك تستطيع أن نحكم بأن الإمام المقریزی هر المؤرخ المصري الوحيد الذي تعرض بالبحث الملك الناحية


بيانات الكتاب 


الأسم :إغاثة الأمة بكشف الغمة
المؤلف : تقى الدين أبي العباس
عدد الصفحات : 214 صفحة
الحجم : 5 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *