الإمام الغزالي حجة الإسلام عالم مسلم سني عقيدة، صوفي طريقة وسلوكا، موسوعي تأليفا، عالمي شهرة وتأثيرة، وهبه الله تعالی جماع علوم عصره ونجاه بفضله من آفات علماء مصره، دافع عن الإسلام بقوة وصدع بالحق في غير هوادة، وفي غير عنف.
لم يتوقف له قلم أو لسان أو حال عن الدعوة إلى الله تعالى وملاقاة خصومه الألداء، والدفاع عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد
كان سر نجاح الإمام الغزالي هو إعراضه عن الدنيا بالكلية وتساميه على مغرياتها وجذباتها، وإقباله على الله بجمعيته وكليته
، وإفراغ باله وزرعه للعبادة والزهادة ونصرة الحق ونفع الخلق.
كان رحمه الله تعالی عالما عاملا، وربما سبق عمله علمه فكان عمله سيبة قوية ومقدما في تحصيل علوم كثيرة وجني ثمار معارف وفيرة، لا تتبع إلا من قلب تقي، ولا تينع وتزهر إلا ف ي عقل ورع عبقري، ولا تخرج إلا من كيس أولي العزم من العلماء، ترك لنا حجة الإسلام أبو حامد الغزالي خزانة من الكتب المفيدة، وحديقة
متنوعة الثمار والحصار من العلم والمعرفة، وكتب الإمام الغزالي إتماهي دلالات مضيئة على إخلاصه للعلم وعكوفه الدائب عليها وعلى البركة في الوقت والجهد التي أمده الله بها حتى أنتج لنا هذه الكتابات الرائدة والأصيلة في شتى صنوف المعرفة الإسلامية، ولولا فضل الله عليه وحد به عنايته صغيرة وكبيرا ما استطاع أن يؤلف معشار ما ترك لنا من كتب ورسائل وتعاليق في كل مجالات العلم والمعرفة على عصره.
من مؤلفاته الشهيرة كتابه المنقذ من الضلال". هذا الذي بين أيدينا والكتاب على صغر حجمه عظيم الفائدة جم المنفعة. يمثل هذا الكتاب - في نظرنا - قمة
أعمال الإمام الغزالي وخلاصة تجاربه وخبراته العلمية والعملية، ويمكن أن يصنف تحت باب الترجمة الذاتية وعلم الجدل، والحوار العقائدي والفلسفي، والتصوف، والنقد الديني، يعتبر كتاب "المنقذ من الضلال مرآة صافية الحياة الغزالي وواقع العصر الذي عاش فيه وهو يكاد يخلو من الافتعال أو المواقف المصطنعة، فهو يعتبر من ثم مصدرا مهما في التأريخ لحياة مؤلفه وفي معرفة عالمه العقلي والنفسي وسبر أغواره الروحية
وينبغي أن نلاحظ أن الكتاب قد ترجم إلى اللغة الإنجليزية أكثر من مرة وترجم كذلك إلى لغات أوروبية أخرى، منها الفرنسية التي ترجم إليها ثلاث مرات، وقد افدنا من ترجمة فريد جبر الفرنسية ومن تعليقاته عليها.
بيانات الكتاب
الأسم : المنقذ من الضلال
المؤلف : أبي حامد الغزالي
عدد الصفحات : 509 صفحة
الحجم : 24 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق