فإن السنة النبوية المطهرة - وهي العطاء المتجدد والزاد الباقي إلى يوم الدين، والتي يتسابق المتسابقون، ويتنافس المتنافسون إلى الحديث عنها وكتابة الكتب والأسفار في مواضيعها منذ بعث غ حتى تقوم الساعة - تضع للمسلمين النموذج العملي والبرنامج الواقعي
لما ينبغي أن يكون عليه سلوكهم وأفعالهم وأقوالهم وعلاقاتهم بربهم، ثم بأهلهم وعشيرتهم وإخوانهم وأمتهم والناس أجمعين.
وقد قال الله عز وجل: «لقد كان لكم في رشول ألله أشتر ممه إن كان برجوا الله اليوم الأخر ونگر الله كثيرا 4 [الأحزاب: ۲۱]
وقالت السيدة عائشة - رضوان الله عليها - عندما شئلت عن ځني رسول الله : «كان خلقه القرآن». .
فلا ريب إذن أنه لا بد لمن أراد النجاة من هذه الدنيا باتباع المنهج الرباني في جميع شئون آخرته ودنياه وأن يتأسى بالرسول الأعظم ، ويأخذ بالسيرة النبوية تفکر وتدبرة على أنه هذا المنهج الرباني القويم عاشه سيدنا رسول الله ؟ واقعا عملية في جميع شئون الحياة ، ففيها الهدى والرشاد للقادة والمقودين والحكام والمحكومين والمرشدين والموجهين والمجاهدين، وفيها الأسوة الحسنة في جميع المجالات: في السياسة والحكم والاقتصاد والمال والاجتماع والعلاقات الإنسائية والأخلاق الفاضلة والعلاقات الدولية ، فما أحرى المسلمين اليوم - وقد انحدروا في مهاوي الجهالة والتخلف لابتعادهم عن هذا المنهج - أن يعودوا إلى صوابهم وأن يقدموا السيرة النبوية في مناهجهم الدراسية ومنتدياتهم المختلفة على أنها ليست للمتعة الفكرية وحسب، بل فيها طريق العودة إلى الله، وفيها إصلاح الناس وفلاحهم، فهي الأسلوب العلمي لترجمة كتاب الله عز وجل سلوكة وأخلاقا ، حتى يصبح المؤمن محنكمأ إلى شريعة الله سبحانه وتعالى ومحكمة لها في جميع شئون الناس .
وقد كان إقبال الناس عظيمة وثناؤهم عطرة على هذا الكتاب، وقد نفدت سخ الطبعة الأولى بالكامل، وطلب مني التقديم للطبعة الثالثة فاستجبت له هذه المقدمة الوجيزة، سائلا المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين نفعة يؤدي إلى تغيير وافعهم إلى الأفضل، وأن يعيد للأمة الإسلامية مجدها المفقود ومكانتها في قيادة الأمم عملا بقوله عز وجل
بيانات الكتاب
الأسم : الرحيق المختوم .. بحث في السيرة النبوية
المؤلف : الباركفوري
عدد الصفحات : 475 صفحة
الحجم : 20 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق