Home Ads

الحرية لــ زيجمونت بومان



عزيزي القاري أقدم إليك هذا الكتاب الحرية لزيجمونت بومان أستاذ علم الاجتماع في جامعة LEEDS ، وهو يتناول قضية الحرية بمنظور اجتماعي في سياق تاريخي شامل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مجتمعات أوروبا الغربية، ويشير المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب إلى الاتحاد السوفيتي سابقا باعتباره نسقا مضادا للمجتمعات الغربية، وقد صدر هذا الكتاب قبل سقوطه بعام واحد.
وما ينشغل به عالم الاجتماع في قضية الحرية يختلف بطبيعة الحال عن مجال اهتمام الفيلسوف والمفكر والسياسي ورجل الدين والأديب والشاعرة وزيجمونت باعتباره عالم اجتماع لا يبحث قضية الحرية في إطار الشرائع الدينية أو التشريعات القانونية والأخلاقية، ولا في تصورات الطبيعة الإنسانية، ولا في رؤى وتأملات الأديب وخيال الشاعر، وإنما يبحث قضية الحرية في الإطار الاجتماعي، لذلك هو پري الحرية كعلاقة اجتماعية ويؤكد الأصل الاجتماعي للحرية، ويعارض أن يكون الأصل مؤسسا على الأخلاق أو الدين أو القانون أو الطبيعة الإنسانية.
ولذلك مما يبدو افتراضنا يعمل زيجمونت على تأكيده في هذا الكتاب هو أن القرد الحر خلق اجتماعي تاريخي، وليس حالة عالمية للنوع الإنساني، أنه أبعد ما يكون عن ذلك، أنه خلق اجتماعي وتاريخي".


وبهذه الفرضية يبدو الغرض من الكتاب (كما يحدده زيجمونت) الرد على من يزعم أن حرية الفرد شيء طبيعي مسلم به موجود دائما، وأن وجود الحرية ملازم لوجود الإنسان كحق طبيعي، إلا أن زيجمونت لا يثير في مضمون الكتاب جدلا مع أصحاب نظرية الحرية كحق طبيعي بكل توجهاتهم الفكرية أمثال هيجو جريتيوس وصمويل بوفنذروف وتوماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو غيرهم الكثير، إنما هو يشير في مقدمة الكتاب إلى أن هناك اعتقاد يدعمه الحس المشترك، ويتخذه علماء الاجتماع كمسلمة أو بديهية، وهي أن المرء سيد أفعاله ومصدرها، وأن المرء يفعل وفقا لأهدافه ومقاصده، فالإرادة الحرة تفرد كل فرد كحقيقة أعجمية للنوع، وبالتالي تكون الحرية نتاج الطبيعة أكثر من أن تكون ترتيبات اجتماعية
ومعارضة زيجمونت التصور الحرية كحق طبيعي قضية في غاية الأهمية، لأننا لو عدنا إلى أصحاب نظرية الحق الطبيعي نجد أن الحرية كحق طبيعي شأن كل الحقوق الطبيعية لا يستطيع المرء الاستمتاع بها بعيدا عن مجتمع العقد والحكومة المدنية، فكانت بالتالي دعوتهم إلى بناء مجتمعات تعاقدية وتأسيس حكومات مدنية تسح من خلال تشريعاتها القانونية بوضع الضوابط للحفاظ على حرية الإنسان وحياته وملكينه واستقرار المجتمع وأمنه وسلامه، ومعنى هذا أن استمتاع أعضاء المجتمع أو المواطنين بالحرية لم يكن ليوجد إلا مع وجود المجتمع المدني والحكومة المدنية
ويبدأ زيجمونت من حيث انتهى فلاسفة الحق الطبيعي أي يبدا من المجتمع ويرى أن الفرد الحر خلق اجتماعي في كل أشكال ومراحل تطور المجتمع من العصور القديمة إلى الوسيطة والحديثة والمعاصرة، ولذلك دائرة الحرية قد تضيق وقد تتسع في نوع معين من المجتمع من مجتمع آخر، وتتخذ أشكالا ومعاني مختلفة من عصر إلى عصره
وبالتالي يبقى وجه الخلاف بين زيجمونت وفلاسفة الحق الطبيعي بدور على أن الحرية عند الفلاسفة هي حق طبیعی موجود وعلينا أن نبني لها مجتمعا لا يسمح بالاعتداء عليها، أما عند زيجمونت فالحرية هي خلق المجتمع و ترتیب اجتماعي
وهذا ما يجب أن ينتبه إليه ثوار الربيع العربي في إعادة بناء مجتمعاتهم،


بيانات الكتاب 


الأسم :  الحرية
المؤلف :   زيجمونت بومان
المترجم :  فريال حسن
عدد الصفحات : 171  صفحة
الحجم : 7 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *