يمثل هذا الكتاب محاولة للوقوف على الحقيقة التاريخية بشأن يسوع الناصري المعروف بالمسيح، وذلك عن طريق قراءة دقيقة لما تقوله النصوص المقدسة لدى المسيحيين بشأنه، وقد درج علماء الكتاب المقدس» بين المسيحيين على القراءة النقدية لهذه النصوص منذ أكثر من قرنين. ومن هؤلاء من كان من رجال الدين البارزين، وكانت الكنائس المسيحية في البداية تعارض، وبشدة، هذا «النقد
الكتابي» (كما يسمي). لكن الكبرى منها ما لبثت أن أقرت بشرعيته، نظرة إلى استحالة العكس، فوجدت طريقها للتعايش معه، ومن ذلك الفصل في بعض الكنائس البروتستانتية بين ما يسمى «مسيح التاريخ» و «مسيح الإيمان.» ا
ومن «النقد الكتابي» ما يتعلق بالتدقيق في النصوص من حيث تركيبها، لغة وأسلوبا. وهو ما يسمى «النقد النصي.» ومنه ما يتعلق بمقابلة ما تفيده هذه النصوص، إذا ما قرئت بدقة، مع ما هو معروف من واقع التاريخ. وهو ما يسمى «النقد التاريخی،» أو «النقد الأعلى.» وهذان النوعان من «النقد الكتابي» مرتبطان أحدهما بالآخر بحيث يستحيل الفصل بينهما تماما.
وليس في هذا الكتاب من جديد من حيث الأسلوب الذي يتبعه في النقد الكتابي.» إنما الجديد فيه هو الأطروحة العامة التي يتقدم بها، وهي التي تذهب إلى أبعد من الآراء المألوفة بشأن يسوع الناصري كشخصية من التاريخ، وبشأن الظروف المحيطة مسيرته وما لهذه الظروف من خلفيات، ومن هذه الخلفيات ما يعود إلى زمن سبي إسرائيل في بلاد بابل، أي إلى القرن السادس قبل الميلاد، إن لم يكن إلى زمن أسبق
وقد قيل إن للعقل ألف عين، بينما للقلب عين واحدة، والألف عين التي للعقل هي، مجازا، تلك التي تنظر في ما يرى من واقع الطبيعة والتاريخ، أي أنها عيون المعرفة التي قد يتوصل إليها
بيانات الكتاب
الأسم : البحث عن يسوع .. قراءة جديدة فى الأناجيل
المؤلف : كمال الصليبي
عدد الصفحات : 187صفحة
الحجم : 6 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق