في هذه الطبعة الخامسة) تم اختصار عدد من الموضوعات التي كانت في الطبعة الرابعة، فاقتصرت على الموضوعات الأساسية في علم النفس الاجتماعي وديناميات الجماعة، وخاصة بعد أن صارت تطبيقات علم النفس الاجتماعي يتم تناولها منفردة في علم النفس
هو الإنسان من حيث هو كائن حي يشعر ويحم وله رغباته واهتماماته. ومن حيث هو كائن حي أيضا يدرك ما حوله من أشياء وأشخاص، ويتعلم كل جديد ويصور ويتخيل الأمال والطموح، ويفكر ويقوم بكافة الأعمال والأفعال، والإنسان إذ يصدر عنه ويقوم بذلك المشاط النفسي لا يكون منعزلا عن ذلك المجتمع الإنساني والنواحي المادية التي يعيش فيها، بل إنه في كل ما يصدر منه من نشاط
ش عور وتفكير ،،،، الخ) يتاثر بذلك المجتمع وبتلك البيئة ويؤثر فيها، أي أن علاقته بذلك المجتمع علاقة تأثير متبادلة.
ولقد كان أرسطو أول الفلاسفة الذين استطاعوا أن يعرفوا الطريقة التي يفكر بها الإنسان، وكان بحثه عن العمليات العقلية Mental Process دليلا قويا على ذلك. ولقد قال ارسطو ضمن ما قال أن النفس والجسم كل لا يستغني أحدهما عن الآخر. ونهاية القول فإن أرسطو اعتبر علم النفس أحد العلوم الطبيعية. وجاء بعد ارسطو ديكارت Decarts ( ۱۹۵۰
- ۱۰۹۹ ) فاختلف مع ما قاله ارسطو بوحدة النفس والجسم ففصل بينهما وذهب إلى أنهما شيئان مختلفان لا يتفاعلان إلا بشكل ميكانيكي في الغدة الصنوبرية. ولقد نسب دیكارت النفس مهمة الأشراف والتوجيه لكل من العمليات الجسمية والفسيولوجية، |
وعلى ايدي (ولف Wolff) تلميذ البيبنتز Lebntz) أستقل علم النفس عن الفلسفة والميتافيزيقا في المنهج الذي يتخذه في دراسة الموضوعات. فقد قدم ولف بحثين يدرس فيهما الوظائف النفسية اتخذ المنهج المتبع في العلوم الطبيعية في البحث الأول والمنهج القياسي في البحث الثانی(۱).
فنظرت إلى المعرفة عند الإنسان على أنها جاءت إليه عن طريق الاكتساب، وليس عن طريق عوامل أخرى فطرية موروثة. فالعقل في نظر هذه المدرسة صفحة بيضاء تنفش عليها الخبرات التي يتلقاها ذلك الإنسان من المجتمع الذي يعيش فيه، ومن البيئة العادية التي يسير في دروبها وبين أحضانها. ويذهب أنصار هذه المدرسة إلى أن هذه الخبرات التي يكتسبها الإنسان تكون في بادئ الأمر متباعدة بعضها عن البعض، أي لا توجد علاقة أو رابطة بين بعضها، وبحكم ما يكون بين هذه الخبرات من أوجه شبه فإنها تترابط على أساس زمني أو مكاني، وهو ذلك الذي حدثت فيه هذه الخبرات. ونتيجة لذلك الترابط تتكون الجوانب العقلية من فهم وتذكر وتصور ... الخ ولقد أخذ على هذه المدرسة فيما بعد أنها تحلل العقل إلى ذرات ووحدات صغيرة هي الإحساسات و الصور الذهنية و المعاني، ولقد وجه الكثيرون من أمثال وليم جيمس بامريكا و هنری برجسون بفرنسا نقدا عنيفا لهذه المدرسة من تلك الزاوية الأخيرة). وجاء فيما بعد دارون Darwin ( ۱۸۲۲
- ۱۸۰۹ )، فذهب إلى أن الكائنات العليا من الحياة تطورت من اشكال دنيا فكرة التطور أي أن ذلك الكائن الحي الإنسان " موضوع علم النفس ما هو إلا الحلقة الأخيرة في سلم ذلك التطور، وهو بذلك يؤكد ما للوراثة من أثر كبير في تكوين الإنسان على العكس مما ذهبت إليه المدرسة التطورية، لكنه في نفس الوقت عندما ندي بأن البقاء للأصلح في ذلك العالم الذي يعيش فيه، وذلك على حسب قدرة هذه النواحي الموروثة في التكيف والتواؤم والتوافق، فإنه أكد دور البيئة أيضا. إلا أن نظرية دارون عن التطور فقد اهتزت في القرن العشرين، وفي السبعينات من القرن الماضي على يد ريتشارد ليكي أد علماء الأنثروبولوجيا (علم الإنسان عندما أعلن في كينيا) أنه تم اكتشاف جمجمة تاريخها يرجع إلى مليونين ونصف مليون سنة وتعد أقدم أثر من نوعه للإنسان.
بيانات الكتاب
الأسم :علم النفس الاجتماعى عربيا وعالميا
المؤلف : محمود السيد
عدد الصفحات : 534 صفحة
الحجم : 13 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق