في ۲۳ يوليو سنة ۱۹۵۲ ، قامت بالاستيلاء على السلطة في مصر المنظمة العسكرية السرية في الجيش المسماة «تنظيم الضباط الأحرار» . ولم يكن أحد في العالم ، ولا حتى من بين المصريين انفسهم ، يعرف من اسماء القادة الجدد ، سوى اسم اللواء محمد نجيب» : بطل حرب فلسطين . وقد اتضح فيما
بعد ، أن الضباط الأحرار ، وقع اختيارهم عليه كي يتولى منصب رئيس مجلس قيادة الثورة العرض واحد ، هو من ذلك المجلس في مرحلته الأولى وزنا ملحوظا . ولم بکن اللواء محمد نجيبه في واقع الأمر قد اشترك بصورة مباشرة في الأعداد الخلع الملك فاروق» .
وقد جعل اغلب الساسة يتساءلون عن طابع هذا الانقلاب ا ولم يكن أحد منهم بعرف مرامي اولئك الذين قبضوا على زمام السلطة . هل استقر في نينهم أن يحتفظلوا لأنفسهم بالحكم أم أنهم سيقومون بتسليم مثاليد السلطة الى فرهم من المدنيين ، مكتفين بدورهم في اسقاط الملك فاروقها والواقع أن أحدا من الضباط الأحرار انفسهم ، حين قاموا بالانقلاب، لم يكن يدرك مدى الأبعاد الواقعية للعمل الذي بداوه
وعلى الرغم من ذلك ، فلم يكن وليد الصدفة أن بقع انقلاب ۱۹۰۲ الذي كان يمثل بداية للثورة المصرية ، ولم يكن وليد الصدقة ايضا ان يستولي على مقاليد السلطة في البلاد اولئك الذين قاموا بانشاء تنظيم سري في الجيش قبل خلع الملك و فاروقه بأعوام. بل لقد جاء الأمر منسقا مع منطق الأحداث . وقد اثبت ذلك ما تلا الإنقلاب نفسه من ظهور عوامل تطور داخل القيادة المصرية الجديدة ذاتها . وقد اتضح فيما بعد أن باستطاعة تلك القيادة أن تنهض باجراء التحولات الثورية العميقة الفور في البلاد .
كانت لاتقلاب ۱۹۰۲ جذور تمند بعيدا في الظروف الواقعية للتطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في مصر قبل الثورة .
وعلى الرغم من اننا لم نضع نصب أعيننا أن نتصدى لتحلیل تطور الاقتصاد المصري في الأعوام التي سبقت قيام ثورة ۱۹۵۲ ، فنحن نود أن نمس فيما يلي ؛ فقط ، الخصائص الأكثر تميزا في نشأة البورجوازية الوطنية المصرية ، والطبقة العاملة ، والفلاحين . كما نود ايضا ان تستعرض بعض الأفكار المتصلة بموانع الفئات الاجتماعية البينية (۱) ودور كل منها في المجتمع المصري قبل الثورة .
ا۔ خصائص
تأخرت نسبيا بداية تطور الرأسمالية الوطنية المصرية . وقد ارتبط ذلك بالاحتلال الإنجليزي لمصر ، وبالسياسة البريطانية الاستعمارية على ضفاف النيل. كما هو معلوم لدى القراء. على انه قد ظلت بحاجة إلى مزيد من الدراسة والبحث ، تلك الخصائص الخاصة بالراسمالية الوطنية المصرية ، مثل ظاهرة الإرتباط الوثيق بين البورجوازية الوطنية ، وملكية الأرض شب ه
الإقطاعية ، و راس المال الأجنبي . وقد كان لتلك الخصائص ، اعمق الأثر على عملية
تطور الرأسمالية ، وعلى دور البورجوازية في حياة البلاد السياسية ، وفي الكفاح من أجل التحرر الوطني .
دفعت الحرب العالمية الأولى بالتطور المكثف للراسمالية المصرية دنية خطيرة الأهمية، حيث تولدت حينذاك ظروف مؤاتية في أسواق تجارة الانطان . فارتفع سعر القطن المصري طويل التيلة عن ۳۸ دولارا أمريكيا سنة۱۹۱۹، نبلغ 10 دولارا أمريكيا سنة ۱۹۱۸ (۲) للقنطار الواحد . وادى ذلك الى تضخم يؤوس الأموال
بيانات الكتاب
الأسم : مصر في عهد عبد الناصر
المؤلف : ايغور بيلياف
المترجم : عبد الرحمن الخميسي
عدد الصفحات : 323 صفحة
الحجم : 12 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق