Home Ads

مطالعات ثقافية لــ درويش مصطفى الفار



لعل من أوضح معالم اسهام علم الجيولوجيا في بناء حضارة المجتمع البشري وجود جامعات ومتاحف ومؤسسات علمية وحضارية أخرى عديدة في مختلف بلاد الجزيرة العربية بنيت من أموال النفط او البترول .
ولما كان النفط أو البترول هو الابن المدلل للجيولوجيا ، فهاك حديثة قصيرة عن قصة علم الجيولوجيا و العلم الذي كان العرب دور كبير في ارساء قواعده واس ه
بالدراسة الجيولوجية الحديثة استطاع الجيولوجيون في قطر أن يحددوا مواطن البترول في مناطق دخان برة والبندق وميدان محزم والعد الشرقي بحرة ومكامن الغاز الطبيعي الهائلة في قطر ، أي أنه لولا علم الجيولوجيا وقدرة العاملين في ميدانه الفسيح لما نسنی وجود ذلك التجمع الحضاري الكثيف في منطقة الخليج العربي وتحولها إلى مناطق جذب ، وبالعمل الجيولوجي أيضا ، نأمل أن تسفر الدراسات عن مستقبل مشرق في مضمار الماء الباطني تحت أرض شبه الجزيرة وجروفها القارية وجزرها المحيطة وفي سبر أغوار طبقات الصخور بحثا عن ثروات معدينة تؤمن المستقبل من الجبس والفوسفات والعناصر المشعة ومواد البناء في قطر .. ولا بخطرن ببال أحد أن الدوحة وحدها تنفرد في الزمان والمكان بالشكر للعمل الجيولوجي وتدين له بعمرائها ، فقد لعبت الجيولوجيا نفس الدور خلال تاريخ الحضارة الإنسانية منذ بدايتها حتى أننا نجد المؤرخين يقسمون تاريخ الإنسان إلى العصر الحجري ( الباليولهني والمبزوليني والنيوليتي) وعصر الفخار وعصر النحاس والعصر البرونزي وعصر الحديد وعصر الفحم وعصر اليورانيوم والأدلة واضحة على أن الفترات التاريخية الأساسية للانسان اعتمدت على مدى خبرته في التعامل مع صخور الأرض واحجارها بسليفة جيولوجية فطره الله عليها حتى قبل أن ينشأ علم الجيولوجيا ذائه كما نعرفه اليوم
ويضيق المقام لاشك عن استعراض تفصيلات ما أحدثته الدراسات الجيولوجية في ارجاء الأرض ، فستكتفي بمجرد ذكر بعض الأمثلة فقط .
كان لاكتشاف الذهب في كاليفورنيا منذ عام ۱۸۹۹ م وفي أستراليا سنة ۱۸۵۰ م السبب الأكبر في عمران تلك الأماكن ، كما أن اكتشاف الماس في كمبرلی بجنوب افريقيا سنة ۱۸۹۷ م ثم الذهب سنة ۱۸۸۵ م ، وما تلى ذلك من اكتشافات المعادن وخامات معدنية اخرى هو الدافع الاكبر لعنصرية الرجل الأبيض وافعاله في تلك الرفعة من العالم وما جاورها مثل روديسيا وصحراء ناميبيا وعلى ذكر الذهب نذكر أن غنى الصحراء الشرقية فيما بين النيل والبحر الأحمر في القرون الخالية جعل قدماء المصريين يسمون تلك البقعة من الأرض ( بلاد نوب ) أي بلاد الذهب ونجد في اسفار التاريخ أن الملك الاشوري ( توشرانا ) يرسل الى ملك مصر ( أمنحوتب ) رسالة يقول فيها ( دع الحي الملك يرسل لى كمية من الذهب لا يحد مقدارها ، دعه برسل لي من الذهب اكثر مما ارسله والده لوالدي اذ ان الذهب في مصر كما أعلم كثير كالتراب ، وانني اتوسل الى الالهة الكرام ان يتضاعف الذهب في مملكته الى عشرة
امثال ،
ولقد ظل العمران ( بالعمل الجيولوجي القديم ) بحثا عن الذهب الى الشرق من أسوان ( بحيرة السد العالي حاليا ) حتى عهد احمد بن طولون ( ۸۷۰ م) حيث كان هنالك زهاء مائة الف عامل يقوم بخدمتهم وتموينهم ستون الف چمل
وفي مضمار البحث عن الخامات المعدنية بما فيها ( الفحم والبترول واليورانيوم ) كان للجيولوجيا ايضا ضررها بالأخلاق الإنسانية في العلاقة بين الدول ، فعلى سبيل المثال ايضا نجد في التاريخ القريب ان مقاطعة الاسكا الأمريكية كانت تابعة لروسيا حتى سنة ۱۸۹۷ م ولكنها كانت في متناول الجيولوجيين الأمريكيين اكثر منها للجيولوجيين الروس ، فاهتبلت الولايات المتحدة فرصة فقر او افلاس روسيا وعرضت


بيانات الكتاب 


الأسم : مطالعات ثقافية
المؤلف :  درويش مصطفى الفار
المترجم : عبد الرحمن الخميسي
عدد الصفحات : 178 صفحة
الحجم : 8 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *