Home Ads

عودة التاريخ لــ يوشكا فيشر



عودة التاريخ .. العالم بعد الحادي عشر من سبتمبر وتجديد الغرب


لقد كثر الحديث بأن «نهاية التاريخ» تعلن عن نفسها هنا، أما أنا فلا أعد هذا القول صحيحا، فنهاية التاريخ كما فهمها هيغل ذات يوم تكون في خلق مجتمع عالمي، لكننا لن نشهد كيف سينتهي التاريخ، بل كيف يبدأ من جديد.
انتهت صبيحة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) المرحلة الأخيرة من حقبة ما بعد الحرب التي بدأت مع سقوط جدار برلين في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، لقد بدأ حسب قول «تيموثي غارتون أش» القرن الحادي والعشرون سياسية بضربة إرهابية هائلة هزت العالم، فإذا ما كان سقوط الجدار يمثل النهاية الحقيقية لقرن قصير، فهناك ما يكفي من الأسباب للقول بأن تدمير مركز التجارة العالمي هو بداية الحقيقة للقرن الحادي والعشرين، مرحبا بعالم آخر جديد رائع(4). |
كان العالم - بوصفه قرية عالمية إعلامية - يعيش عن طريق محطة البث التلفازية CNN لحظة بلحظة، ذلك اليوم الذي جعل منه إرهابيو الجهاد تاريخأ، وذلك بعملية قتل جماعي لامثيل لها. وبنفس المستوى كان أيضا أثر موجات الصدمة من هذا الاعتداء العسكري على الولايات المتحدة، القوة العالمية العظمى الوحيدة المتبقية في عالم اليوم.


إن هذا الاعتداء على أمريكا سوف يغير مسار التاريخ، خاصة أن أحداث العالم مع بداية القرن الحادي والعشرين بات يحددها إلى حد کبیر قرار دولة واحدة، في الولايات المتحدة، ولأن لهذا الاعتداء على الأغلب آثارة غير محسوبة على سيكولوجية هذه الدولة. 5). |
إن مسار التاريخ يتحدد أحيانا في يوم واحد، أو حتى خلال ساعات قليلة. و مثل ذلك اليوم سيصبح بإمكان أي فرد أن يشهد التاريخ ويعيشه
سوف تتركز تطورات بنيوية عالية التعقيد على حدث واحد، على هزة وحيدة وكبيرة، وانطلاقا من هذه اللحظة تصبح هذه التطورات معروفة ومفهومة وتستخلص منها الدروس
إن أقدار العالم تتخذ عقب مثل ذلك اليوم مسارة أخر، والذين شهدوا ذلك يدركون فورأ هذا الحدث الدرامي غير العادي؛ لأن الأحداث السياسية تتكلف إلى درجة من الانفعال نادرة الحدوث، إنها أيام تهز التاريخ، إنها بداية حقبة تاريخية جديدة. وهذا ما ينطبق أيضا على أيام أخرى مثل 28 حزيران (يونيو) 1914 عندما تم اغتيال ولي عهد النمسا
فرانز فرديناند، وزوجته صو، و سراجيفو، وكذلك على 9/ تشرين الثاني (نوفمبر) 1989 ليلة سقوط جدار برلين، وعلى 21/ كانون الأول / (ديسمبر) 1991 يوم السقوط النهائي للاتحاد السوفييتي، ومن ثم انتهاء الحرب الباردة والثنائية القطبية للعالم.
بين هذه الأحداث والأيام التي تصنع التاريخ ش القرن العشرون القصير والوحشي قوسه، إنه «عصر الأحداث المتطرفة، كما قال وبحق المؤرخ البريطاني الكبير إريك هوبسباومه..




بيانات الكتاب 


الأسم :  عودة التاريخ .. العالم بعد الحادي عشر من سبتمبر وتجديد الغرب
المؤلف :  يوشكا فيشر
المترجم : هانى الصالح
عدد الصفحات : 380 صفحة
الحجم : 7 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *