رغم أنه كثيرا ما كتب عن موضوع القيادة، إلا أنه موضوع محير، وقد أدهشني عدد الكتب التي تداولت موضوع تحليل القيادة، سواء من الناحية النظرية، التي تسعى إلى التعرف على موضوع مجرد يحدد
القيادة، أو من وجهة نظر شخصية الرئيس التنفيذي الشركة بشخصيته - عادة ما يقال عنها إنها " كاريزمية". حيث تعتبر نجاحات هذا الرئيس نموذجا للقيادة الفعالة. وفي حين أن هذه التوجهات المختلفة صحيحة إلا أنها تميل إلى تجنب أقسى حد من الحقائق، أن تكون قائدا، يوما بعد يوم في ظروف صعبة ومتقلبة فلن تجد وقتا للنظريات، كما وأن التجربة لا تعطيك إحساشا بكونها نظرية، فإنها تبدو جميعها حقيقية للغاية. ومهما كنا نطمع في أن نكون جاك والشن أو شوجر الأن، فان معظم القادة ليسوا من كبار المديرين التنفيذيين للشركات الكبيرة متعددة الجنسيات، فعليهم بطبيعة الحال أن ينجحوا، أو أن يكونوا من المشاهير.
لا عتاب على أي شخص يلتقط بالصدفة كتابا آخر حول موضوع القيادة ثم يتساءل عما إذا كانت هناك أية فائدة في كتاب جديد نظرا لكثرة ما كتب حول هذا الموضوع على مدى السنوات القليلة الماضية، وهذا يعكس أفكاري بالضبط في سبب رغبتي في آن أكتب هذا الكتاب، وكيف بدأت في كتابته عندما التحقت في عام ۱۹۸۰ – بوصفي خريجا متدربا - للعمل في صناعة النشر بالمؤسسة المعروفة آنذاك باسم "لونجمان" . لم أكن أعرف شيئا حينئذ عن عالم النشر، ولا عن عملية الإدارة. لكني عملت تحت إمرة شخص كان لي بمثابة القدوة والمثل الأعلى. وعندما حصلت بعد ذلك على درجة الماجستير في مدرسة "الشريدج"، أدركت أن الصفات التي أعجبت بها كثيرا في مديري (الذي كان بالطبع، يشكك في جدوى الحصول على الدرجات العلمية في إدارة الأعمال) هي جوهر ما يطلق عليها القيادة، وبعد حصولي على درجة الماجستير في إدارة الأعمال تم تكلیلی بإدارة مشروع عن طريق استعمال الفيديو، وأعتقد أنني قمت به بشكل سيئ للغاية. فقد افترضت أن جميع النظريات التي تعلمتها في برنامج الإدارة يمكن أن يتقبلها المتدربون (غالبيتهم من الشباب الطموح والمنفتح) لكنني فشلت في أن أدرك أن تجربة شخص في التاسعة والعشرين من عمره يتمتع بالقليل من الخبرة كان يمثل لهم كل ما هو غير جذاب، وبكل معنى الكلمة، نموذجا لا يصدق. ومع ذلك، فقد كان ذلك برسالی، وربما الدرس الوحيد الذي استفدت منه بدرجة تفوق ما تعلمته من تحضير برنامج الماجستير وفي إدارة الأعمال، ألا وهو أن النجاح في مجال الأعمال التجارية يعتمد اعتمادا كليا على الأشخاص ولا يوجد أي برنامج أو خطة أو شهادة يمكنها أن تكون بديلا عن الخبرة.
بيانات الكتاب
الأسم : مدخل إلى فن القيادة
المؤلف : مارك أندرسن
المترجم : عايدة الباجورى
عدد الصفحات : 341 صفحة
الحجم : 8 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق