في عام 1948 ، ارتفعت في سماء فلسطين ، الأرض المقدسة لاول مرة ، راية بيضاء تتوسطها نجمة زرقاء مسدسة الزوايا .
ارتفعت هذه الراية تعلن مولد دولة اسرائيل ، بحكومتها ، وسياستها الخارجية ، واغتها العبرية ، وطقوسها الدينية .
وكانت نتيجة هذا المولد ، اضطراب حبل الأمن في العالم الحر من منطقة الشرق الأوسط ، وبداية اضطراب حياة مئات الالوف من
اليهود ، وتهديد اليهودية ... اقدم ديانات العالم الموحدة بالانهيار .
لان ذلك الصوت القديم الذي تردد في الاجيال والقائل : وفي العام المقبل ... سنكون في اورشليم ، لم يدع لاقامة دولة على اشلاء الانسانية ، وانا دعا لتوطيد اركان الديانة اليهودية .
ان اليهودية ، كدين ، كانت وما زالت غير مقيدة باعتبارات جغرافية بحتة . ولهذا استطاعت ان نيكافح من أجل بقائها . فالدولة کبان زائل ، أما المعتقدات البعيدة عن التقلبات الزمنية ، فاقبة الى الأبد ...
أن اليهودية هي ايمان ديني شامل، يمكن لأي مواطن ان يعتنقها ، على العكس من الصهيونية، فهي حركة وطنية متطرفة غايتها جمع عود العالم كافة في وطن قومي مستقل .
ورغم ذلك ، فما زال غلاة الصهيونيين في اسرانبل و اميركا يتحدثون باسم الشعب اليهودي ، لا يفرقون بين اليهودي الصميم وبين الصهيوني المارق عن تعاليم اليهودية الصحيحة ، حتى غدت لفظة « هودي ، تعبر عن معتقد الشخص الديني ، كما تعني جنسية معينة .
وهذا التشابك بين المعنيين الديني والسياسي ، هو الذي خلق البلبلة و الفوضي .
وليفرض الآن ، ان اسرائیل - وهذا محتمل وفرعه - انضمت إلى الكتلة السوفياتية ، فليس عسير) أن نتصور عندئذ ماذا سيكون عليه مو د اميركا من وضع حرج ..!
ومثل واضح على دلك ما حدث اثناء توتر العلاقات السياسية بين الكرملين و اسرائیل . فقد ظهر رد فعل هذا التوتر و ضجة في امير کا ، حيث اعتبرت الأزمة الاسرائيلية ، و كانها ازمة الشعب اليهودي باسره.
والشيء الثابت ، انه اذا ظل الشعب اليهودي ع لى اختلاف نزعاته بجمل نتيجة اخطاء اسرائيل السياسية ، وأن ذلك سودي
بيانات الكتاب
الأسم : ثمن إسرائيل
المؤلف : الفريد ليلينتال
المترجم : حبيب نحولي
عدد الصفحات : 200 صفحة
الحجم : 5 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق