Home Ads

ماذا حدث للمصريين ؟ لــ جلال أمين




تعرض العرب والمسلمون لما تعرضت له سائر الشعوب التي خضعت اللاستعمار الغربي، من حملات ضارية من التشهير والتحقير، ولكن أضيف إلى ذلك، في الخمسين عاما الماضية، حملات التشهير من
جانب الصهيونية وأبواق الدعاية الإسرائيلية والعاملين في خدمتها.
ثم حدث في السنوات الأخيرة، خاصة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر ۲۰۰۱، أن تضاعف هذا التشهير، وزادت هذه الحملات قسوة وضراوة، فأصبح العرب والمسلمون أكثر شعوب العالم تعرضا لحملات تشويه السمعة والاعتداء المعنوي.
وهذا الكتاب يتناول، من زوايا مختلفة، هذه الحملات الظالمة محللا وسائلها وأهدافها، أملا في أن يساهم، ولو مساهمة متواضعة، في وقف ما أصاب العرب والمسلمين بسبب هذا التشهير، من تدهور في ثقتهم في أنفسهم وفي عدالة قضيتهم.
لابد أنه اكتشاف قديم، ثبتت فعاليته المرة بعد المرة، فاستخدمه الأفراد والشعوب والدول من قديم الزمن، ولا يزال يستخدم حتى الآن : وهو أن إضافة الاعتداء المعنوي إلى الاعتداء المادي، تزيد به فرص الانتصار على الخصم. فإذا كان الاعتداء المادي يثير الرعب في نفس الخصم ويتهك قواه ، فالاعتداء المعنوي يضعف ثقته بنفسه ويثبط همنه، كما أنه يقلل من أنصاره ویشتت مؤيديه ، فيصبح، وهو وحید، صحبة أسهل ما كان وهو محاط بالأنصار والمؤيدين . وفي الوقت نفسه يزيد من أنصار المعتدي ويقوي قلوبهم.


هكذا نرى الشخص الذي يضرب آخر، كثيرا مايقرن ضربه بإطلاق السباب والشتائم، على أمل أن مالا تصيبه البد تصيبه الكلمة . واقترن هجوم نبيلة على أخرى، منذ القدم، أو دولة على أخرى، بإطلاق لسان الشعراء والخطباء في تحفير القبيلة أو الدولة المعتدى عليها، وما أكثر ما اقترن الأستعمار القديم والحديث بتحقير الشعوب المراد استعمارها واستغلالها، واستخدمت في ذلك مختلف الأساليب المجانية للمنطق والحس السليم، كالاحتجاج بفضل لون على أخر ، أو جنس بشري على سائر الأجناس، أو بتفوق ثقافة على غيرها من الثقافات، والتعلل بعدم أهلية الشعب المعتدى عليه لأن يحكم نفسه بنفسه، أو بعدم استحقاقه للحرية ، أو بعدم استساغته لها أو رغبته فيها، أو متافاة دينه للقيم السامية ومعاداته لها.. إلخ.
وقد تعرض العرب والمسلمون لما تعرضت له سائر الشعوب التي خضعت للإستعمار الغربي لهذه الحملات من التحقير والاعتداء المعنوي، ولكن أضيفت إلى ذلك في الخمسين عاما الماضية، حملات التشهير المستمرة من جانب الصهيونية وأبواق الدعاية الإسرائيلية والعاملين في خدمتها. واستمر ذلك دون انقطاع منذ إعلان الدولة الإسرائيلية منذ نحو نصف قرن. ثم حدث في السنوات الأخيرة ما ضاعف هذا التشهير وزاد هذه الحملات قسوة وضراوة، خاصة في أعقاب أحداث ذلك اليوم المشئوم 11 سبتمبر ۲۰۰۱، فأصبح العرب والمسلمون أكثر شعوب العالم نعرضا لحملات تشويه السمعة والاعنداء المعنوي، وهي حملات لا تستهدف إلا تسهيل أهداف اقتصادية وسياسية منبتة الصلة بما تدور حوله حملات التشهير، كانعدام الصلة مثلا بين مضاعفة الأرباح من استغلال النفط العربي وبين وجود الديمقراطية أو عدمها في البلاد العربية، فضلا عن أهداف المشروع الصهيوني، وهي بدورها أهداف مثبتة الصلة بما يقال في الإساءة إلى سمعة العرب، كانعدام الصلة مثلا بين الرغبة في طرد المزيد من الفلسطينيين من أراضيهم وبين ما إذا كان مركز المرأة في الإسلام أفضل أو أسوأ منه في الأديان الأخرى .. إلخ.
وهذا الكتاب يتناول، من زوايا مختلفة ، هذه الحملات الظالمة للتشهير والإساءة إلى العرب والمسلمين، خاصة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر ۲۰۰۳، أملا في أن يساهم، ولو مساهمة متواضعة للغاية ، في وقف ما أصاب العرب والمسلمين بسبب هذا التشهير من تدهور في ثقتهم في أنفسهم، وفي عدالة قضيتهم.


بيانات الكتاب 


الأسم : ماذا حدث للمصريين ؟
المؤلف : جلال أمين
عدد الصفحات : 143 صفحة
الحجم : 6 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *