المصري تتنازعه عاطفتان .. عاطفة دينية يبحث من خلالها عن السلام الروحي والرضا، وعاطفة فنية تنحو به نحو الجمال الأعلى، فيتدرج في بحثه إلى أن تتعانق العاطفتان وتبرزان في أبهى صورة في
معابد مصر القديمة وكنائسها وأخيرا مساجدها، يبرز المؤلف هاتين العاطفتين من خلال سياحته في مدينة القاهرة التي حوت آثار أهم ديانتين في العالم قديمه وحديثه، ألا وهما المسيحية والإسلام، فيعرج بنا على قصة الفنان المصرى وعاطفته الدينية وكيف أثمرت: كنائس تضارع في حسنها آثار بابل وروما، والمساجد التي جعلت القاهرة مدينة المانن بل مدينة الإسلام فكان الكتاب ديانة القاهرة.
القاهرة اسعد مدينة ذات مكانة بارزة بين مدن العالم ليس لأنها بالغة
القدم في عمر الحضارة الإنسانية، لكن لأنها ظلت منذ إنشائها وقبل تسميتها باسم القاهرة تشغل موقعا فریڈا أدى إلى التبادل والتأثير مع الحضارات الأخرى، كما كانت ولا تزال ملتقى الديانات المسيحية والإسلامية ومحطا للثقافة العربية والإسلامية.
إن لمدينة القاهرة جلالها الديني الذي يشيع في الإنسان إحسانا روحانيا بتواصل مسيرة الإنسان الدينية ومدى التسامح الذي تمتعت به، حيث تتجاور فيها آثار الحقب القبطية والإسلامية وهي تحتويهم جميعا في بوتقة واحدة فريدة في تعددها ووحدتها في نفس الوقت.
والمتأمل لشواهد العمارة الدينية في القاهرة يلحظ كيف أن انتقال الإنسان من دياناته البدائية القديمة إلى ديانات سماوية جديدة لم يضعف من همته تجاه إبداع فنون خاصة به، تلبي احتياجاته الروحية والدينية والحياتية.
وبعد أن اعتنقت مصر الإسلام وأصبحت إحدى قلاعه في العالم، أبدع الفنان المصرى المسلم في التعبير عن إيمانه من خلال العمارة الإسلامية في إنشاء المساجد والمدارس والخانقاوت والتكايا، فضلا عن الفنون الإسلامية العديدة كالزخرفة والمنمنمات وأعمال الخشب والتطريز والعمارة وفن الأرابيسك والحلی.
ويرصد الكتاب العلاقة الفلسفية لتأثير الدين في فن وعمارة المنشآت الدينية المسيحية والإسلامية. فضلا عن نماذج لأبرز المنشآت الدينية
بالقاهرة على مر العصور. كما يرصد تأثير العادات والتقاليد والموروثات ,الشعبية في النظرة الفلسفية الشعبية للدين ومنها ظاهرة الموالد الدينية والاحتفالات بالقديسين والأولياء.
بيانات الكتاب
الأسم : ديانة القاهرة
المؤلف : محمد مندور
عدد الصفحات : 156 صفحة
الحجم : 10 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق