Home Ads

قصص مثالية لــ ميجل دى



تضم هذه المجموعة اثنتي عشرة قصة اعتاد الشراح تصنيفها إلى قسمين رئيسيين: فسم تسيطر عليه النزعة المثالية ، وآخر يسيطر عليه التكنيك الواقعي . وعلى الرغم من أن الفاصل بين القسمين ليس واضحا تماما ، فإنه يمكننا القول بأن الحبكة القصصية أكثر تعقيدا في القسم الأول الذي تنتمي شخصياته إلى الطبقة الأرستقراطية ، ويتميز أسلوبه بالرصانة والرفی (وإن كان عاريا عن
الحيوية) ، كما يعتمد تطور الأحداث فيه على المصادفات الغريبة والحلول السارة غير المتوقعة . أما قصص القسم الثاني فتتميز ببساطة الحبكة والموضوع ، وبالتوسع في وصف الأجواء الاجتماعية وعرض مشاهد الحياة اليومية ، كما تعتمد على لغة بسيطة سريعة الإيقاع مفعمة باللمسات الساخرة. ومن أبرز قصص القسم الأول نذكر: «السيدة كورنيلياه ، و«الفتاتان»، و الإسبانية الإنجليزية» و«العاشق السخی» . أما القصص المشبعة بخصائص القسم الثاني فهی: رینکونیته و کور تادیو» و«زواج المصلحة»، و«المحامي المزجج»، و«حوار الكلبين»، و«غیور إكستريمادوراه .
على الرغم من أن "ثربانتس" يتربع فوق عرش الأدب الإسباني بلا منازع، ويعتبر أحد القمم الشامخة في الآداب العالمية، ولا يختلف اثنان على عبقريته الفذة في فن القص إلا أنه يكاد يكون مجهولا في أدبنا العربي رغم مرور زهاء أربعة قرون على وفاته.. لقد كانت ترجمة الدكتور عبدالعزيز الأهراني الجزء الأول من "دون كيخونه" (المنشورة ملذ حوالي خمسين عاما في سلسلة "الألف كتاب " الرائدة) هي المحاولة الأولى لتعريف القارئ العربي بهذا الكاتب العملاق. وبعد ترجمة الأهوانی الرائعة جفت الأقلام وطويت الصحف ؛ إذ لم يجرؤ مغامر آخر على سبر أغوار عالم ثربانتس الخصب ، المحفوف بالعقبات والأخطار ، للقيب عن كلوزه واستخراج نفائسه... ونقول " مغامرا" ؛ لأن هذا العالم تكتنفه صعوبات جمة حار في تفسيرها الشراح ولم يهتدوا إلى مغزى الكثير ملها.
ولا تقف هذه الصعوبات عند حد اختلاف عصر المؤلف أو المناخ الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي عاش فيه ، بل تمتد لتشمل أسلوبه المعقد وطبيعة أداة التعبير المستخدمة آنذاك ، فلقد شهدت اللغة الإسبانية تطورا ملموسا خلال تلك الحقبة الطويلة التي طوى فيها النسيان عددا لا بأس به من الألفاظ والمصطلحات ، وتغيرت فيها مدلولات عدد آخر لا يحصى من المفردات ، ناهيك عن التراكيب اللغوية وشكل الكتابة والقواعد التي تحكم بناء الجمل ، هذا بالإضافة إلى الأسلوب المنفرد للكاتب وتشبعه بالثقافة اليونانية واللاتينية ، وإلى استخدامه للكثير من الاصطلاحات الكنسية والأحاجي اللغوية والتعابير المجازية ..إلخ.


ومن هنا يتبين أن اقتحام مثل هذه النصوص - لاسيما إذا كانت لعبقرى مثل ثربانتس - أشبه بتسلق جبل وعر غامض ، حاد وسامق ، تحتاج كل خطوة فيه إلى الاستكشاف المستمر والحرص الدائم واليقظة التامة الأن زلة واحدة للقدم تعلي السقوط من حالق .. ولعلنا بهذه الكلمات القصار نكون قد أشرنا - ولو من بعيد - إلى سر انصراف المترجمين العرب عن ثربانتس رغم أن الأسباب التي تجعله جديرا بالترجمة تفوق الحصر، ومنها :
أن كتاباته تضم ألفاظا عربية الأصل وأحاديث عن المسلمين ودينهم وبعض عاداتهم ، وأنه ينطق أبطاله بأمثال عامية وحكم ومواعظ ليست بعيدة عن تراثنا بل إن لتراثنا أثرا كبيرا في إذاعتها بين أهل إسبانيا ، ولقدرة أعماله على الإيحاء وإثارة عواطف قرائها على اختلاف عصورهم وأوطانهم وحظوظهم من الثقافة ، ولأن أعماله تحوى بين جنبيها نزعة إنسانية تجعلها تتجاوز حدود الوطن الإسباني وحدود عصرها لتصبح مشاعا بين البشر جميعا في كل عصر ومصر ، ولأننا نستطيع من خلال كتاباته ( التي تتسم بالواقعية المضخمة بالمثالية ) التعرف على قسط كبير من ملامح الحضارة الغربية في ذلك الحين ( والإمبراطورية الإسبانية كانت الممل الوحيد لها آنذاك ) وعلى العلاقة الجدلية - أو التصادمية ، بمعنى أصح - بينها وبين الشرق الإسلامي ممثلا في الإمبراطورية العثمانية ..إلخ.



بيانات الكتاب 


الأسم : قصص مثالية
المؤلف :   ميجل دى
المترجم :  على عبد الرءوف البمبى
عدد الصفحات : 581 صفحة
الحجم : 20 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *