Home Ads

قطرات المدد لــ محمد رجب البيومى



يقول الأستاذ الدكتور أحمد أمين في مقدمة الجزء الأول من فيض الخاطر: « هذه مقالات نشر بعضها في مجلة الرسالة، وبعضها في مجلة الهلال، وبعضها لم ينشر في هذه ولا تلك، استحسنت أن أجعها في کتاب ، لا لأنها بدائع أو روائع، ولا لأن الناس ألخوا على في جمعها فنزلت على حكهم، وائتمرت بأمرهم، ولا لأنها ستفتح في الأدب فتنها جديدة لا عهد للناس به، ولكن لأنها قطع من نفسي أحرص عليها، حرصي على الحياة، واجتهد في تسجيلها إجابة لرغبة حب البقاء، وهي مجموعة أدث منها مفرقة، وفي كتاب أبيث
منها في أعداد »
وما قاله الدكتور أحمد أمين أجد صداه القوى لدى، لأني حرصت على جمع هذه المقالات لأنها قطع من نفسي، ولم يلغ على أحد في جمعها ، وهي مجموعة في كتاب أوضح منها متفرقة في أنهار الصحف والمجلات.
والكاتب معذور حين يستجيب لرغبة ملحة في ضرورة جع مقالاته، لأنه عانی معاناة أدبية في رصد خواطرها. وتتبع أفكارها ، وسواء كان المقال ذاتيا يعبر عن عاطفة خاصة أو موضوعيا ينتج النهج العلمي في البحث النظرى فإن الكاتب يبذل وقته في نسج خيوط بحثه مدققا ناقدا، وأقول نافدا، لأن كل كاتب يحترم نفسه ينقد كل
خاطرة يسنح بها فكره قبل أن يذيعها للقارىء ، فإذا نفي عنها الشوائب، وصارت مستقيمة في رأيه سارع بتسجيلها ، راجيا أن تجد الصدى الحي لدى قارئه، وقد يضيق بعض الكتاب بنقد آرائهم ، وهذا ضيق عقلي لا اعتبار له، لأن الناقد شريك الكاتب في طريق نضاله القلمي وهو أحرى أن يكون صديقة موجهة ، لا عدوا راصدا.


منذ قررت مصر الاحتفال رسميا بيوم الهجرة المحمدية في أول المحرم من كل عام، والصحف اليومية، والمجلات الدورية تمنح هذه المناسبة الكريمة فسطها الأوفي من التحليل والتفسير، بحيث لو جع ما كتب في الصحف لكان مكتبة مستقلة ، ولا أكتم القارىء أن أدباء الجيل الماضي كانوا أكثر إهتمامة بهذه المناسبة من أدباء اليوم ، إذ كانت لدينا حينئذ مجلات أدبية كالرسالة والثقافة تصدر كل عام عددا مستقلا بذكريات الهجرة وما يجري مجراها من أمجاد الإسلام على مد عموره المتلاحقة، وبكل عدد نوابغ الفكر العربي من كبار الأدباء يبسطون وعللون، ويؤيدون ويدفعون، مما يجعل المناسبة الكريمة ذات صدي فكري يتجاوب في أرقى مستوياته ، فيحیی الشعور، وتفسح طريق الأمل ، ويزيد المؤمنين يقينا واعتصاما ، ولا أنكر أن الإذاعات المختلفة تتجاوب بهذه الذكرى محتفلة محتشدة ، ولكن الثمرة غير المرة ، والأريج دون الأريج ، لقد كان من عجائب الصدف أني في بعض هذه المناسبات، قد استمعت إلى حديث تقلیدی عن الهجرة في إذاعة ما، ثم أدز المفتاح لأستمع إلى حديث مماثل في إذاعة ثانية وثالثة ورابعة ، وكانت النتيجة أن المتحدثين جميعا يتشابهون ويتماثلون ، فا فتح الله على أحد بطريف يدل على شخصيته ! وكأن الموقف لا يتطلب إلا السرد التاريخي محوطة ببعض الآيات والأحاديث، مما يعرفه طلبة المدارس في الصفوف الأولى



بيانات الكتاب 


الأسم : قطرات المدد
المؤلف :  محمد رجب البيومى
عدد الصفحات : 418 صفحة
الحجم : 7 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *