يقول الأستاذ الدكتور أحمد أمين في مقدمة الجزء الأول من فيض الخاطر: « هذه مقالات نشر بعضها في مجلة الرسالة، وبعضها في مجلة الهلال، وبعضها لم ينشر في هذه ولا تلك، استحسنت أن أجعها في کتاب ، لا لأنها بدائع أو روائع، ولا لأن الناس ألخوا على في جمعها فنزلت على حكهم، وائتمرت بأمرهم، ولا لأنها ستفتح في الأدب فتنها جديدة لا عهد للناس به، ولكن لأنها قطع من نفسي أحرص عليها، حرصي على الحياة، واجتهد في تسجيلها إجابة لرغبة حب البقاء، وهي مجموعة أدث منها مفرقة، وفي كتاب أبيث
منها في أعداد »
وما قاله الدكتور أحمد أمين أجد صداه القوى لدى، لأني حرصت على جمع هذه المقالات لأنها قطع من نفسي، ولم يلغ على أحد في جمعها ، وهي مجموعة في كتاب أوضح منها متفرقة في أنهار الصحف والمجلات.
والكاتب معذور حين يستجيب لرغبة ملحة في ضرورة جع مقالاته، لأنه عانی معاناة أدبية في رصد خواطرها. وتتبع أفكارها ، وسواء كان المقال ذاتيا يعبر عن عاطفة خاصة أو موضوعيا ينتج النهج العلمي في البحث النظرى فإن الكاتب يبذل وقته في نسج خيوط بحثه مدققا ناقدا، وأقول نافدا، لأن كل كاتب يحترم نفسه ينقد كل
خاطرة يسنح بها فكره قبل أن يذيعها للقارىء ، فإذا نفي عنها الشوائب، وصارت مستقيمة في رأيه سارع بتسجيلها ، راجيا أن تجد الصدى الحي لدى قارئه، وقد يضيق بعض الكتاب بنقد آرائهم ، وهذا ضيق عقلي لا اعتبار له، لأن الناقد شريك الكاتب في طريق نضاله القلمي وهو أحرى أن يكون صديقة موجهة ، لا عدوا راصدا.
بيانات الكتاب
الأسم : قطرات المدد
المؤلف : محمد رجب البيومى
عدد الصفحات : 418 صفحة
الحجم : 7 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق