غرف الخيام حق المعرفة، وذاعت شهرته بشاعريته الفذة في رباعياته المشهورة والتي طبقت شهرتها الآفاق بعد ترجمتها عن الفارسية إلى مختلف لغات العالم، ومن ثم فإن الجانب الأكبر من الدراسات التي أخرجت عن الخيام تتعلق بهذا الجانب من شخصيته .. وهو جانب الشاعر، لكن هناك جانبا آخر ماما، يعد الجانب الرئيسي المكون الشخصية الخيام، وأعني به جانب عالم الفلك
والرياضيات .
ولا كانت الرياضية والفلك من العلوم الخاصة التي لا يقبل عليها إلا الخواص من العلماء فقد ذاعت شهرته کشاعر، وطفت على شهرته كعالم ، لما هو معروف من أن نوع الشعر وشيوعه أسهل من نيوع العلوم ومختلف الفنون الأخرى .
وقد غرف الخيام ادی علماء أوربا واحدا من أهم فلاسفة الشرق وشعرائهم في القرن الخامس الهجري) ، وزادت هذه النظرة عما بعد أن نقل الشاعر الإنجليزي إدوارد فیتز جرالد رباعياته إلى الإنجليزية ( ۱۲۷۹ / ۱۸۰۹ م)، ومع هذا فإن عبدا غير قليل من العلماء في أوربا لم يبهره هذا الجانب في شخصية الخيام - وهو جانب الشاعر - وعمل على التنويه بالجانب العلمي في شخصيته .
وقد بدأ أول اهتمام في أوربا بالخيام وأعماله الفلكية والرياضية حين قام العالم الهولندي " جيرورد میرمن بجهود ذائبة، استطاع في نهايتها الحصول على نسخة من رسالة " الخيام الجبر والمقابلة "، ونشرها ضمن سلسلة كانت تصدر في لیدن (۱۱۰۰ ه ۱۷۶۲ م) ، وجذب بذلك اهتمام العلماء إلى أهمية هذه الرسالة وأثرها في تطور علوم الرياضيات في العالم .
وبعد ذلك بعدة سنوات ، وبعد جهود مضنية - استطاع المستشرق اسيليو الحصول على نسخة أخرى ناقصة لرسالة الخيام " الجبر والمقابلة " في المكتبة الملكية بباريس ، وكتب حول ذلك مقالة في مجلة أسيا الجديدة (9) , واستمر بحث العلماء ودأبهم حول هذه الرسالة إلى أن استطاع العالم ليبر" العثور في نفس المكتبة السابقة على نسخة كاملة للرسالة ، ومن صور هاتين الفسحتين ونسخة ليدن التي نشرها میرمن قام المستشرق ويكه ( ۱۲۰۹ ه/ ۱۸۰۱ م) بنشر رسالة الخيام كاملة مع ترجمتها إلى الفرنسية، وتصديرها بترجمة الحياة الخيام .
وكانت هذه الترجمة ونشرها، إيذانا بتحول النظرة الأوربية إلى الوجه الصحيح من شخصية الخيام، وكما يقول " داود قصير " أصبح الخيام بعد نشر هذه الترجمة معروفا معرفة كاملة لدى طلبة العلوم الرياضية وأساتنتها في أوربا وأمريكا، وقد تتابع اهتمام علماء أوربا بعد ذلك بأعمال الخيام؛ ففي سنتر ۱۳۱۹
۱۸۹۸ / ۰ م) أصدر " کارل بروكلمن " الطبعة الأولى للجزء الأول من كتابه " تاريخ الأدب العربي " وفيه لفت الأنظار إلى مخطوط أخر الرسالة
الجبر والمقابلة في جامعة " ليين" ، ثم عاد في الطبعة الثانية لهذا الكتاب (۱۳۹۲ ه /۱۹۶۳ م) وأشار إلى مخطوط أخر للرسالة في المكتبة الملكية بباريس"، وواصل جهوده بعد ذلك في التنويه بأهمية المعادلات الرياضية التي توصل إليها الخيام في الجزء الثاني من هذا الكتاب ، وفي سنة( ۱۳۶۶ ه/ ۱۹۲۰م) قام "دافيد سمت(۳) بإعداد دراسة تحليلية لجبر الخيام ونظرياته في الهندسة وذلك في كتابه " تاريخ الرياضيات) ". وفي سنة ( ۱۳۶۰ ه ۱۹۲۹ م) قام عالم الرياضيات كاجودی "Cajori" بدراسة نظريات الخيام الهندسية ومعادلاته الجبرية وذلك في كتابه " تاریخ الرياضة (1)
وكان جورج بارتون (۱۳۶۹ و ۱۹۲۷ م) أول من لفت الأنظار إلى الجانب الفلكي في شخصية الخيام حين قام بعمل دراسة للتقويم السلطاني، الذي أعده الخيام الملكشاه السلجوقي ، وعقد مقارنة بين نتائج هذا التقويم والتقويم الجريجورى السائد في أوربا ، وأثبت الدقة المتناهية لتقويم الخيام وتفوقه على التقويم الجريجوري، وسماه تقويم عمر"، واعتبر عصر الخيام قمة تقدم المسلمين العالمي في الرياضيات ، واحتلت دراساته عن الخيام صفحات طويلة من كتابه " مقدمة لتاريخ العلم)
وتوالى الاهتمام بأعمال الخيام في الفلك بعد ذلك ، فقام العالم الإيطالي الدومیلی بدراسة النتائج التي توصل إليها الخيام في التقويم السلطاني ، وذلك في كتابه العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي وأصدره في " ليدن (۱۳۰۷ ها
بيانات الكتاب
الأسم : عمر الخيام .. عالم الفلك والرياضيات
المؤلف : عمر الخيام .. عالم الفلك والرياضيات
المترجم : رمضان رمضان متولى
عدد الصفحات : 260 صفحة
الحجم : 10 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق