Home Ads

حديث القلم لــ محمد رجب البيومي


نشرت كثيرا من البحوث الأدبية في شتى صحف العالم العربي ومجلاته ، ورأيت بعض الأفاضل من قراء هذه البحوث يطلبون صورا لبعض هذه الدراسات ، مع تشتت مصادرها وعجزي عن الرد في بعض الأحوال .
لذلك رأيت أن أجمع ما يتيسر من هذه البحوث ، مقدما ما تحت يدي دون جهد في البحث ، ليكون الحصول على هذه الاثار مجموعة
أيسر منها متفرقة .
وهذه الدراسات قد كتبت على فترات متباعدة ، وكل دراسة تمثل الصدق الواقعي لاتجاهي إبان كتابتها ، فإذا الحظ الناقد أني جئت برأيين مختلفين في بحثين متباعدين ، فذلك لأني أزاول النقد الذاتي لبعض ما أكتب ، وفي هذا الاختلاف - إن وجد - ما يدل على أن التصحيح الدقيق لمختلف الآراء لا يقف عند حد ، لأن الكلمة الأخيرة في كل بحث لم تقل بعد ، وليس معنى الاختلاف في الحكم ، أن يكون أحد الرأيين خطأ لاصواب فيه ، بل معناه أن أحدهما أقرب إلى الصواب في منطق الباحث عند تسجيله الرأي الجديد ، ومن يدري فلعل الزمن يوحي بترجيح ما ثبت ضعفه في فترة ما ، وهذا ما نلمسه عند كثير من كبار الباحثين ، إذ تتعاقب أراؤهم المختلفة في المسألة الواحدة ، ولا عليهم مادام الفكر المتحرر يؤدي دوره في الترجيح والتعديل ، ولن يكون الاختلاف في هذه المجموعة التي أقدمها في (حديث القلم) بل فيما كتبت من دراسات أخرى ، إذ حرصت أن تتصل الحلقات متواكبة متساوقة دون نشاز في هذا الكتاب ، لتتفق له وحدة فكرية منسجمة ، وشكرا للنادي الأدبي بجدة حين تشرق هذه السطور من
أفقه المنير،


نعرف أن كثيرا من الناس يدعون أنهم شعراء ، ويرون فيما ينظمونه من الكلام المتفق مع الوزن العروضي نمطا رائعا من الشعر يرتفعون به أمام أنفسهم وحدها ، فإذا سمعوا ناقدا مهذبا يبدي رأيه الصادق فيما يقولون ضاقوا به ورموه بالهوي المغرض ، نعرف هؤلاء المدعين ، ولكننا لا نعرف غير الشاعر الكبير ابراهيم عبد القادر المازني شاعرا جياش العاطفة ، صادق الوجدان ، جيد التصور والتصوير ، بارع الصياغة ثم هومع ذلك كله بنكر أن يكون شاعرا له مقامه الأصيل ، والمازني - بعد - ناقد أدبي كبير يعرف معادن القول ، ومنازع الارتفاع ، ومواضع الانحدار في البلاغة الشعرية ، وله في النقد الأدبي فصول رائعة كانت إحدى اللبنات القوية التي علا بها الصرح النقدي المعاصر ، أفيجوز لمثله أن ينصف غيره محللا روائعه ، ومفسرا ميوله واتجاهاته في صدق صائب ؟ ثم يجور على نفسه هذا الجور ! وهل يجوز لنا معشر القراء أن نقرأ شعره الأصيل فنشيح عنه لأنه تبرأ منه ! لقد كان موقف المازني من نفسه غريبا في بابه ، وموضع تساؤل نحاول أن نجيب عنه ، وفي أصدقائه من تبرع بالإجابة وليس أقرب إليه من زميله في النضال الأدبي ، وصاحبه في أحرج


بيانات الكتاب 


الأسم : حديث القلم
المؤلف :   محمد رجب البيومي
الطبعة : الأولي
سنة الطبع : 1990
عدد الصفحات : 500 صفحة
الحجم : 8 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *