نشرت كثيرا من البحوث الأدبية في شتى صحف العالم العربي ومجلاته ، ورأيت بعض الأفاضل من قراء هذه البحوث يطلبون صورا لبعض هذه الدراسات ، مع تشتت مصادرها وعجزي عن الرد في بعض الأحوال .
لذلك رأيت أن أجمع ما يتيسر من هذه البحوث ، مقدما ما تحت يدي دون جهد في البحث ، ليكون الحصول على هذه الاثار مجموعة
أيسر منها متفرقة .
وهذه الدراسات قد كتبت على فترات متباعدة ، وكل دراسة تمثل الصدق الواقعي لاتجاهي إبان كتابتها ، فإذا الحظ الناقد أني جئت برأيين مختلفين في بحثين متباعدين ، فذلك لأني أزاول النقد الذاتي لبعض ما أكتب ، وفي هذا الاختلاف - إن وجد - ما يدل على أن التصحيح الدقيق لمختلف الآراء لا يقف عند حد ، لأن الكلمة الأخيرة في كل بحث لم تقل بعد ، وليس معنى الاختلاف في الحكم ، أن يكون أحد الرأيين خطأ لاصواب فيه ، بل معناه أن أحدهما أقرب إلى الصواب في منطق الباحث عند تسجيله الرأي الجديد ، ومن يدري فلعل الزمن يوحي بترجيح ما ثبت ضعفه في فترة ما ، وهذا ما نلمسه عند كثير من كبار الباحثين ، إذ تتعاقب أراؤهم المختلفة في المسألة الواحدة ، ولا عليهم مادام الفكر المتحرر يؤدي دوره في الترجيح والتعديل ، ولن يكون الاختلاف في هذه المجموعة التي أقدمها في (حديث القلم) بل فيما كتبت من دراسات أخرى ، إذ حرصت أن تتصل الحلقات متواكبة متساوقة دون نشاز في هذا الكتاب ، لتتفق له وحدة فكرية منسجمة ، وشكرا للنادي الأدبي بجدة حين تشرق هذه السطور من
أفقه المنير،
بيانات الكتاب
الأسم : حديث القلم
المؤلف : محمد رجب البيومي
الطبعة : الأولي
سنة الطبع : 1990
عدد الصفحات : 500 صفحة
الحجم : 8 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق