خضعت العلاقات المصرية الأمريكية للعديد من الدراسات، معظمها ينطلق من دوافع أيديولوجية أو سياسية، وقد ساهمت فيها الكتابات الصحفية بالقسط الوفير، غير أن الدراسة العلمية، الجادة والرصينة، التي لا تبتغي سوى وجه الحق والحقيقة التاريخية قليلة،
لقد هرمت وشاخت امبراطورية الأسد البريطاني، وخرجت من أتون الحرب العالمية الثانية ضعيفة منهكة لتخلى الساحة، رغما عنها، للقوة العظمى الفنية التي جاءت لترثها، في الوقت الذي شاخ فيه النظام السياسي المصري و اهترأ وأوشك على الزوال ليفسح الطريق لأولئك الفتية من الضباط الأحرار، الذين انقضوا على النظام، من داخله وأطاحوا به بضرية مباغتة وناجحة فجر ۲۳ پولیو، وكان على القوتين الجديد ئين، القوة العظمى العالمية المتوثبة، وقوة الثوار الوطنيين في مصر، أن تصلا إلى صيغة للتعامل بينهما.
وقد تبدو القضية، كما لو كانت صراعا بين رجلين - عبد الناصر ودالاس - لكنها أعمق من ذلك بكثير، إنها قصة صراع الغرض إرادة وهيمنة وتكريس مصالح، وفي المقابل قصة تحدى ذلك للإفلات منه وصنع إرادة وطنية حرة .. إنها في الواقع صراع طموحات وإرادات
لقد عالج الدكتور محمد عبد الوهاب موضوعه بمهارة وحذق شديدين، نتيجة الحساسية الموضوع وأهميته، فكان عليه أن يدلي بدلوه في قضية إلى أي مدى ساعدت الولايات المتحدة الضباط الأحرار لإنجاح ثورتهم، وكان هؤلاء يتحسسون مواقعهم بحذر من القوى العالمية، وما هو الثمن الذي تريد أن تتقاضاء منهم عقب نجاحها.. وحتی شن العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 (حرب السويس) وقد استطاع كاتبنا أن يرصد ويحلل، بعقلية المؤرخ الشبت، الأسباب الكامنة وراء انهيار العلاقات المصرية الأمريكية، سواء كانت بسبب طموحات عبد الناصر الإقليمية أم لخطأ حسابات الرئيس ايزنهاور السياسية، كما حلل فترة التحول في طبيعة هذه العلاقات عام 1956 واتجاه الولايات المتحدة الأمريكية نحو مصر خلال أزمة حرب السويس عام
بيانات الكتاب
الأسم : عبدالناصر والسياسة الخارجية الأمريكية
المؤلف : محمد عبد الوهاب
عدد الصفحات :224 صفحة
الحجم : 5 ميجابايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق