Home Ads

الحوار الإسلامي العلماني لــ طارق البشرى



في العام قبل الماضي، ساهمت في ندوتين، وساهمت في الإعداد لها : الأولى، كانت حوار بين الإسلام والعلمانية ، ونشرت حصيلتها في المجلة الفصلية - المنبر الحوار - في عددها رقم ۱۰، الصادر في خريف عام ۱۹۸۹م. والثانية ، كانت حوارا حول الإسلام والعروبة، جرت باسم « الحوار القومي الديني ، في شهر سبتمبر عام ۱۹۸۹م، وأشرف على إعدادها : مركز دراسات الوحدة العربية .
والمقارنة بين الحوارين لها دلالتها في الموضوع الذي أطرقه الآن، وهو عن مستقبل الحوار الإسلامي العلياني . ذلك أن ندوة الحوار
الإسلامي العربي ، كانت أكثر إيجابية وكانت أرحب نسبيا، من حيث مجال اللقاء ، ونقاط التقارب بين الفريقين المتحاورين. كانت أكثر إيجابية وأرحب نسبيا من ندوة الحوار الإسلامي العلاني ؟ بمعنى أن هذه الأخيرة تميزت بالضيق في مجالات التقارب ، والندرة في نقاط الالتقاء . كما أن الحوار الإسلامي العربي كان أكثر صراحة، وأقل مراوغة والتفاقا من الحوار الإسلامي العلمانی؛ ومن ثم كان الأول أكثر خصوبة، وأقل جدا .
أقول هذا ، لا لأقدم اليأس بين يدي القارئ من أول سطر يقرأ لي فيه عن مستقبل الحوار الإسلامي العلياني، ولكن لأضع صورة من صراع السنوات التي نحياها الآن أمام القارئ لتتاملها، وتعتبر بأحداثها، لنصل إلى التقارب المنشود، وإلى التخلل المحمود بإذن الله بين القوى الفكرية والسياسية الأساسية في مجتمعاتنا، ولنحقق إن شاء الله ملامح التيار الأساسي في بلادناء بها يسع الجوهر الإيجابي لكل من المشاركين والمتخللين له.
ووجه الدلالة السريعة التي أحاول أن أسلفها حول الحوارين المشار إليها آنفا : أنه حيث يكون الحوار حول وجه من الوجوه التطبيقية ، پنفسح مجال اللقاء، وحيث يجری التصدي المباشر للموضوع المجرد ، يحدث التقلص والامتناع. ثم إنه إذا جرى حوار حول مسألة محددة ، أمكن لطرفيه أن يتفقا ويختلفا بقدر؛ أما إذا جرى الحوار حول ذاتيها ، لم يمكن التقارب في الغالب .
إن الحديث عن مستقبل الحوار، يعني الحديث عن علاقة الطرفين المتحاورين، من حيث هي صيرورة ومآل . وما دمنا في مجال الضرورة ، فلا بد من الحديث عن الماضي، وعن أصل المشكل، وماطرأ عليه من بعد.


وأنا عندما أكتب عن العلاقة ، أو الحوار بين الإسلام والعلمانية ، إنها أقصد بالإسلام منهجا ينظر إلى الإسلام بوصفه أصل الشرعية ، ومعيار الاحتكام، والإطار المرجوع إليه في النظم الاجتماعية والسياسية وأنماط السلوك؛ بينما العلائية - في ظني - في إسقاط هذا الأمر، والصدور عن غير الإسلام وغير الدين في إقامة النظم، ورسم العلاقات وأنماط السلوك .
والحادث - في ظني - أن المنهج العلياني قد وفد إلى بلادنا الإسلامية العربية في أوائل القرن التاسع عشر ، مع تعاظم النفوذ الغربي الأوروبي. لذلك، يلزم تتبع هذا الوفود على مدى القرنين الأخيرين ، والإشارة في عجالة إلى سياق العلاقة بين الإسلامية الموروثة ، والعلمانية الوافدة.



بيانات الكتاب 


الأسم : الحوار الإسلامي العلماني
المؤلف : طارق البشرى
عدد الصفحات : 100 صفحة
الحجم : 4 ميجابايت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

FlatBook

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi ermentum.Vestibulum rhoncus vehicula tortor, vel cursus elit. Donec nec nisl felis. Pellentesque ultrices sem sit amet eros interdum, id elementum nisi fermentum.




Comments

Contact Us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *